حالة طوارئ..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
أفكر أن أكتب مقالاً طويلاً عن هذه الأيام المقيتة التي يسمونها «فصل الشتاء»، وبقولي «طويل» فأنا أقصد أنه سيكون طويلاً جداً جداً، طويلاً لدرجة أنك لن تقرأه.
سيتكون المقال من 500 سطر على الأقل.
سطران سأعبر فيهما عن مدى كرهي لفصل الشتاء، وسطران سأوضح فيهما عدد المرات التي أصبت فيها بالحمى والإنفلونزا خلال هذا الشهر، وسطر سأخصصه لتوجيه التحية والتقدير لفصل الصيف.
أما الـ495 سطراً المتبقية فسأكتب فيها كل أنواع اللعنات التي أحب أن أوجهها لمحبي الشتاء، سأعبر عن مدى غضبي وحنقي وامتعاضي، وسأصارح هؤلاء الشتويين بحقيقة أنهم حمقى وخفيفو عقول.
بالله عليكم ماذا يعني أن تحبوا فصل الشتاء؟
ماذا يعني أن تحبوا هذه الأجواء الباردة المليئة بالأمراض؟
يعني هل هناك متعة في أن ترتجف طوال اليوم مثل سيارة مستعملة من الثمانينيات؟...
أنا أكتب الآن ويدي تترتجففف، مع العلم أنني لابس ثلاثة سراويل وثلاث فنائل وفوقها جاكيت وبطانية، وما زلت أرتجففف.
صدقوني لا يوجد سبب واحد يجعل إنساناً عاقلاً يحب فصل الشتاء، خصوصاً إذا كان يعيش في مدينة مثل صنعاء، صيفها لطيف وشتاؤها عنيف.
في الشتاء تقل مظاهر الحياة، النهار قصير، الشمس كسولة، الناس نائمة، الأسواق كئيبة وكل شيء فيها غالٍ.
الصيف وحده هو الذي يملأ الأسواق بالبطيخ والمانجو والعنب، وكل الأشياء التي تشرح القلب، وتراها متوفرة بأقل الأسعار.
إذا كنت أعيش في مدينة ثانية كالحديدة مثلاً، ممكن أحب فصل الشتاء، لأن الصيف هناك حار وخانق جداً.
أما عندنا، فصدقوني لا يوجد ولا سبب واحد يجعلك تحب الشتاء.
لا تقل لي إنك رومانسي ولا تحاول أن تقنعني بهذه الخرافات.
واحد من الأصدقاء الشتويين قال لي «يا أخي لو تعرف متعة الجلوس تحت البطانية مع كوب قهوة ساخنة».
يا عزيزي هذه ليست متعة، هذه حالة طوارئ، وللمعلومية أنت ما تشرب القهوة مزاج، وإنما تشربها علاج.
الله يهديكم بس.
على العموم كنت أفكر في كتابة مقال كهذا عن الشتاء وعشاقه.. ولكنني تراجعت.
بيني وبينكم تذكرت أن لدينا مشاكل أهم من الشتاء.
آه صحيح.. سمعت أنهم رفعوا الجمارك وأن التجار أضربوا وأغلقوا محلاتهم بعد القرار.
تقولوا هذا صدق؟
في حد يرفع الجمارك على شعبه في هذا الوضع السيئ؟
مش معقول يا جماعة..!
آح بس.

أترك تعليقاً

التعليقات