الفن والثورة
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -
لا أمقت من الفن إلا رديئه ومبتذله، ولا أعتب على أهله إلا تغريدهم على هامش أوجاعنا.
إن من غنى لـ"صنعانية مرت من الشارع غبش" يغني لقاتلها اليوم ويسكت عن دمها، فما أبشع خيانة الفن وما أبهى فناً يحمل البندقية ويقاتل في صف الوطن.
إنني أعشق عيسى الليث، والشهيد القحوم، كما أعشق فيروز وجوليا بطرس.
وأستنكر صوتين: صوت الأضرعي ونظائره من نعاج "الحظيرة الخلفية السعودية" وصوت الحمير!
اسمعوا ماذا يقول الفن المقاوم على لسان أحد رموزه... اسمعوا لزياد رحباني، وهو يركل الحياد والهرب من المعركة صادحاً: "عندما يحتاج الوطن أن تحمل البندقية، فإن من الخيانة أن تحمل الجيتار".
إن ثورة الـ21 من أيلول لن تتعثر بتأويلات النفوس المريضة، وستتفتق بذورها ربيعاً وعنادل كما تبسق شجرتها المباركة اليوم أشجاراً بقامة طومر وعيسى أبوقاصف، وكما تزأر فناً بضراوة وروعة عيسى الليث وعبدالسلام القحوم وسالم المسعودي وحسين الطير وعدي السفياني...
لن يحرف المندسون مسيرتنا من دك قلاع الهوامير والقطط السمان والطغاة إلى تكسير مزاهر الفن وأنامل الفنانين الأصلاء المحاربين في مضامير الجمال والقيم والأخلاق وحرية الإنسان.
لقد هزمت أغنية ذكرى مملكةً ركعت في حضيض روثها وريالاتها الأمم المتحدة وألف نظام دولي وعالم منافق.
إن صواريخ رجالنا وبنادقهم تصوب إلى حيث صوبت الأغنيات الحرة والحناجر الفنية الثائرة في معركة واحدة لا تتجزأ ولا سبيل لنقصان حرية محاربيها تحت أي حجة وتبرير.
إن ذكرى وهي تصفع قرن الشيطان لهي أقرب إلى السماء من السديس وهو يرتل كلام الله بين يدي قرن الشيطان.
لقد قال الشهيد زيد علي مصلح ذات يوم: «أن أسمع كلام الوطن بصوت أيوب خير من أن أسمع كلام الله من لسان السديس».
فسلام على من عرف الله فاستقام على سبيله رحمة بالمستضعفين وغلظةً على المستكبرين والطواغيت وإعلاءً لكلمة الله في الأرض، وكلمة الله هي الطيبة التي تتفتق الخير والحب والجمال لعياله، وأما الخبيثة فمآلها إلى غير قرار وإن ألبسها المرجفون لبوس الفن أو لبوس الدين.

أترك تعليقاً

التعليقات