رئيس التحرير - صلاح الدكاك

بقلم صلاح الدكاك / لا ميديا

اعتقد مركز مخطط ديسمبر الخياني أن أنصار الله سينكفئون عن صنعاء إلى صعدة كثمرة مؤكدة لتدشين المخطط، مقدراً أن الحركة ليست سوى عصابة من المحاربين القبليين الأشداء البدائيين، لا رجال دولة يرتبط نشاطهم بعاصمة وقيادة مدنية وسياسية حديثة، وتبعاً لذلك فإن مركز ولائهم ودعامة وجودهم وينبوع حركتهم هو (كهوف مران بصعدة).
بنى العدو تقديراته على فرضية أن الرئيس صالح الصماد محض واجهة ديكورية تستمد شرعية حركتها من عفاش (كرجل ذي نفوذ وخبرة وشعبية وعلى رأس حزب حكم لثلاثة عقود ونصف)، وبمجرد أن يسحب هذا الأخير غطاء مباركته عن الرئيس الواجهة سيتلاشى الصماد كأرنب تحت عباءة حاوٍ.
برهن أنصار الله عن مشروع وثيق الصلة بالشعب وضارب الجذور في تربة الحقائق الموضوعية التاريخية وعميق الفهم لطبيعة الصراع الراهن وأبعاده. وثبت للعدو أن صنعاء ليست نزلاً مؤقتاً للحركة الثورية الطليعية، بل قاعدة انطلاق لنهضة ستعيد لليمنيين وزنهم وحضورهم، وثورة لا قبل لأسيجة الوهابية النفطية الاستعمارية بعد أيلول 2014 بالحيلولة بينها وبين مستضعفي الجزيرة العربية وأحرار  المنطقة والعالم... ثورة تمثل الخارطة اليمنية فيها رأس فرجار جيوسياسي كوني ناظم لحركة شعوب المنطقة شآماً وعراقاً، ويتوافر على طاقة تأثير قارية وضعت أوروبا تاريخياً بين قوسي انبعاثها صهراً وتشكيلاً وفي متناول سنابك خيلها.
لا تنكفئ أمواج المد الثوري الأنصاري إلى الكهوف إلا كما انكفأت الحركة بعد استشهاد مؤسسها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه، لتغدو سيلاً جارفاً وغيثاً عميماً انفسحت وتنفسح له التخوم والأصقاع النائية تباعاً، وأخصبت وتخصب تحت شلال نمائه قلوب المستضعفين القانطين أملاً وبشارات خلاص قريب من يام نجران إلى حوف المهرة إلى القدس المحتلة وعموم فلسطين السليبة...
بعد كل هذه الحقائق المادية المنظورة التي أصابت رهانات قوى الاستكبار في معظمها بمقتل، لا يزال تحالف عدوانها الكوني بقيادة أمريكا الإمبريالية يتعاطى حشيشة الأراجيف الساذجة المبتذلة المبنية على قزامة وخفة تصوراته لطبيعة أنصار الله والمسيرة القرآنية بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين، وعلى ضحالة مقارباته للحظة التاريخية اليمنية الراهنة...
لا يزال تحالف العدوان يعتقد أن بوسعه دفع زخم المد الثوري اليماني الأنصاري للقهقرى صوب (صعدة) لمجرد تسويق ترهات (اقتراب قواته من منزل السيد عبدالملك)، في الوقت الذي يستنجد خلاله بنو سعود بوقود ارتزاق بشري من كل الجنسيات دفعاً لهذا المد الدافق العابر لحدود ممالك العناكب النفطية موشكاً أن يجرف مضاجع ملوكها بعد أن سلبهم هدير أمواجه من رجال الرجال لذيذ المنام طيلة ثلاثة أعوام.
نحن في حلٍّ من أن نهزج مؤكدين: (صعدة بعيدة)، فالملحمة اليمانية باتت في طور (قادمون في العام الرابع)، أقدامنا تسابق صواريخنا بعيدات المدى إلى مضاجع عربان (نجد)، وأهدابنا تنكأ تخوم المجرات، وأكفنا تعاهد أحزان القدس العتيقة على (نصر من الله وفتح قريب).

أترك تعليقاً

التعليقات