رئيس التحرير - صلاح الدكاك

السيسي في عمان ربما في أول زيارة لرئيس مصري إلى مسقط...مصر المحكومة بهذا الرئيس الجارسون لا تنشط دبلوماسياً بناظم المصالح المصرية لكن تذرعاً بها لتمرير نقيضها.
تفرد مصر السيسي مظلة عربية على النشاط الصهيوني الأمريكي الهادف للتموضع عسكرياً في أرخبيلات وجزر البحر الأحمر الأفريقية واليمنية الحاكمة لحركة الملاحة وباب المندب وأعلنت القاهرة عن تواجد بحري لها (غير شرعي ولا قانوني بالأساس) رديف لتحالف قوى العدوان الأمريكي على اليمن ..تواجد تمظهر عملياً في صورة قاعدة عسكرية أمريكية إماراتية مصرية مشتركة أنشئت على (جزيرة ميون اليمنية المحتلة في 2016)...
  ما الذي قد يناقشه السيسي مع حكومة مسفط في هذا المنعطف من عمر الاشتباك ؟!....في الواجهة يزور السيسي عمان كرئيس لمصر وفي الكواليس يتباحث مع حكومتها كمبعوث عن مخاوف الإمارات والسعودية حيال تقارب (عماني- إيراني- حوثي- قطري) محتمل في ظل تهديد مباشر  لدولة عمان وأمنها وسلامة أراضيها من قبل الرياض وأبوظبي اللتين تحتلان جنوب اليمن واجتاحت قواتهما مؤخراً سياج الأمان العماني الغربي الهش بوضع اليد على محافظة المهرة اليمنية وقبلها (سقطرى)علاوة على دعم الفوضى وعصابات القاعدة والانقسام المحترب في جنوب اليمن والدفع به إلى هاوية وخيمة العواقب...
مخاوف عمانية لها نظيرها إيرانياً ورغم تباين مستوى تقدير حدتها لدى الدولتين كما وتباين أفق الرؤية  لطبيعة وشكل التسوية الكفيلة بإنهاء هذه المخاوف فإنها قد تسفر بالحد الأدنى عن تشبيك وازن بين طهران ومسقط غير مرغوب فيه سعودياً وإماراتياً ..
في قلب ذلك يبدو أن قناة التواصل اليمني الأنصاري مع عمان  توشك أن تحدث خرقاً في جدار العلاقات الخليجية لاسيما وأن زمام الاشتباك السياسي و الميداني في اليمن لايزال في معظم قيمته في يد صنعاء الثورة وفي هذا السياق فإن الرياض وأبوظبي لاتثقان بالذهنية البريطانية ومقارباتها للنفوذ السياسي المطلوب في الخليج لاسيما مع منعطف تدوير البوابات المفتوحة لاحتواء تداعيات الحرب على اليمن  وبروز لندن إلى واجهة العملية السياسية التفاوضية...ترتيباً على مجمل هذه المجريات كانت الحاجة إلى وسيط تفاوضي عربي مصري تحديداً ملحة لجهة فتح قناة تواصل إماراتي سعودي  مع الجارة العمانية اللدود هدفه على الأرجح قطع الطريق أمام صنعاء وطهران بالحد الأدنى ومحاولة تحويل مجرى المخاوف العمانية لتصب في صالح الكارتيل الخليجي العتيق عبر تهدئة هذه المخاوف بالقليل من التنازلات السعودية الإماراتية في جنوب اليمن.
ثمة نجاح يحرزه محمد عبدالسلام على مصاف تعميق التناقضات الإقليمية إيجاباً لصالح شعبنا وقضيته العادلة ولاريب وهو ما استدعى الاستعانة بجارسون تحالف العدوان عبدالفتاح السيسي قيد خطوات من تجديد ولايته لدورة نخاسية جديدة في مصر..

أترك تعليقاً

التعليقات