رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا -

من قاعة أنيقة بسيطة جيدة التأثيث، وبثلاث نوافذ كبيرة تنسدل عليها ستائر بنية اللون، وبخلفية من علم يمني كبير ومنضدتين على إحداهما صورة للشهيد القائد السيد حسين، وعلى الأخرى شعار الصرخة وزهور طرية القطف؛ أطل سيد الثورة.. 
باشّاً منشرح الأسارير وافر الصحة -رغم مؤشرات المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه والتي تشف من أديمه- وفي لقاء تلفزيوني مسجل بعد 4 أعوام من ملاحم الثبات والصمود والنصر اليماني، أطل سيد الثورة، خافضاً جناح تواضعٍ جمّ مع شعبه وأنصاره يهمي عليهم برد نصرٍ وسلام وشفاء غليل وبلسم جراح، ومزيداً من الثقة بوعد الله الذي لا يخلف ميعاده للمستضعفين الناهضين أرواحاً وأجساداً وأموالاً وأنفساً بتبعات المضي في سبيله مقارعين للطغاة والمستكبرين.. وأطل سيد الثورة محلقاً بجبين عالٍ شاهق فوق جباه الطغاة والقوارين والفراعنة، يمطرهم بوابلٍ إثر وابل من التحذيرات والوعيد الصادق بالقصاص لشعبنا المستضعف، ولكل مستضعفي الأمّة المكلومة بعدوانهم وجبروتهم، وفي مقدمتهم مكلومو «يمن الأنصار»، وفي قلبهم مكلومو «شعبنا الفلسطيني» المقاوم، منفتحاً على وشائج الاصطفاف القرآني الوطني الإسلامي الإنساني مع كل المقاومين لترسانة الدهس الأمريكية، والمعادين قولاً وفعلاً للمشروع الصهيوني من جنوب لبنان البطل، مروراً بدمشق الممانعة، وطهران الثورة، وصولاً إلى الأحرار والحركات التحررية في الأمتين العربية والإسلامية والعالم..
يتسلل دنابيع تحالف العدوان الأمريكي سراً وخلسة تحت جنح مدرعات وجنود وطيران الاحتلال، إلى ما يسمونه زوراً «المناطق المحررة»، مشفوعين بـ«كوشان» أربابهم في خليج الخنازير؛ ولبضع ساعات فقط هي حاجة هؤلاء الأرباب إليهم، يقيمون، ثم يجرون ذيل التبعية منسحبين إلى جحور العمالة في الرياض وعواصم التحالف، بعد أن يكون هذا الأخير قد قضى وطره الفاجر منهم..
بينما يطل سيد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بهامة سامقة فوق قدرة وحوش الجو الأمريكية على بلوغها، وبقدمين واثقتين راسختين في تربة الوطن رسوخ السنديان والحور وعطان ومران وعيبان ونقم؛ وتحت هاتين القدمين الضاربتي الغور يلوح حطام مشاريع الاحتلال هباءً منثوراً بعد 4 أعوام من عدوان كوني فوق طاقة غير المؤمنين بالله وبعدالة قضيتهم وبحق شعبهم في الحرية والاستقلال، على أن يصمدوا لسويعات أمام ترسانته الجبارة الحديثة والفتاكة..
يرد على أسئلة الصحفي المحاور باتئاد وثقة وتواضع ونفاذ بصيرة، فيحلق بنا وبالمشاهدين في أفق استراتيجي يليق بآدميتنا المكرمة، وبتضحياتنا لقرابة نصف عقد من مواجهة تحالف العدوان الكوني؛ وفي الأثناء ينفسح غد النصر عين اليقين، فقد كان هذا النصر حتمياً منذ الثانية الأولى لبدء التحالف الأمريكي عدوانه على شعبنا وبلدنا، واتخاذ شرفاء هذا الشعب والبلد -وهم الأغلبية- قرار المواجهة، منطلقين في ذلك من فطرة إنسانية سوية مسكونة بتعاليم السماء ونواميس الأرض والأعراف والمثل والقيم الاجتماعية التي لا يحتاج معها الآدمي لاستخارة منظمات العالم المنافق في كون مواجهته لهذا العدوان شرعية أم غير شرعية، وصائبة أم خاطئة، فنحن لا سوانا من نقرر ما هو الشرعي وما هو غير الشرعي، وما هو الصائب وما هو الخاطئ، بحرية جبلنا عليها كمجتمع يماني أصيل أنصاري مؤمن حمل رسالة محمد من غار حراء إلى أقاصي أوروبا غرباً والقوقاز شرقاً، قبل أن تنحرف بها سلالات أبي جهل وأمية والوهابية كامتداد قبيح لتلك السلالات وأصلابها.
بكى الزميل ملاطف الموجاني من هيبة المثول بين يدي سيد الثورة، وحق له أن يبكي تأثراً وفخاراً وزهواً؛ فقد سبقنا إلى فضل محاورة أهم رجل في المشهد الإقليمي اليوم، ولا أبالغ إن قلت والدولي أيضاً، وكما استهل الحوار بدمعة ختمه بحشرجة منتشية لعظمة الحظوة التي نالها من خلال حواره مع سيد الثورة و«رَجُل لا الأول» ووارثِ علي، ووارث آدم، عليهما السلام؛ وحادي سفينة الخلاص للمستضعفين من عصر التعبيد والحظائر الأمريكية.

أترك تعليقاً

التعليقات