حرب مغلقة في صراع مفتوح
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

- متى ستضع لعبة القتل أوزارها؟!
- لصالح من سيفضي وقف الحرب؟!
- كيف نجابه العدوان ونحقق توازن ردع يحول دون تكرار العدوان على بلدنا مستقبلاً؟!
ثلاثة أسئلة  تنتظم المشهد السياسي في اليمن اليوم وتفصح عن ثلاث ذهنيات لكل ذهنية بينها دوافعها لصياغة استفهامها حول الأحداث الراهنة ومآلاتها بصورة مغايرةٍ للأخرى..
خلف صياغة السؤال الأول ذهنية عدمية تتسول نهايةً في غاية الميوعة لما تسميه «لعبة قتل» نشبت من العدم وينبغي أن تؤول إلى العدم، فأصحاب هذه الذهنية ليسوا طرفاً في الاشتباك وليسوا معنيين بتوصيف أطرافه، كما توحي الصياغة.
بينما تكشف صياغة السؤال الثاني عن ذهنية نفعية استثمارية تصف الاشتباك الدائر بـ «الحرب» وتتحفظ في توصيف أطرافه، غير أن أصحابها معنيون بصفة خاصة وكطرف مضمر في الاشتباك بتقييم ريع استمرار «الحرب» أو ريع وقفها عليهم، فمنسوب العائد شحةً ووفرة هو من يرشح المواقف والمواقع التي يتعين أن يتخذها أصحاب الذهنية النفعية ويتموضعوا فيها.
في صياغة الاستفهام الثالث تتجلى الذهنية الثورية الحية المضطلعة بدورٍ طليعيٍ مسئولٍ وواعٍ والمرتبطة عضوياً بآمال وآلام شعبها على مصاف الموقف والموقع والفكر والوجهة في الصراع ومن الصراع.
ذهنية إيجابية واضحة وجريئة في صياغة استفهامها الخاص عبر استقراء العام والتواشج معه..
«كيف نجابه العدوان؟! ونحقق الردع؟! ونحول دون عدوانٍ مستقبلي على بلدنا وشعبنا؟!».
إن «العدوان» الذي تباشره قوى الهيمنة العالمية والرجعية  العربية وأدواتها المحلية على اليمن، لم ينطلق من الفراغ ليؤول إلى الفراغ، كما هي الحال في التأويل العدمي للصراع؛ وإنما هو نتاج جدلٍ بين مسارين نقيضين: مسار شعبي وطني تحرري ينزع للاستقلال من جهة ومسار كولونيالي استعماري يستميت لفرض الوصاية على شعبنا اليمني وبقية شعوب المنطقة العربية والعالم من جهة مقابلة..
الأمر لا يتعلق - إذن - باستمرار «الحرب» أو «وقفها»، كما تصوره المقاربة النفعية للصراع، بل يتعلق بتحقيق استقلال ناجز ووجود غير مستلب، من جهتنا كيمنيين، أو العودة لحظيرة الوصاية والهوان، كنتيجةٍ ترتجيها قوى الهيمنة والرجعية من وراء عدوانها علينا..
لا مجال لأن يكسب الجلاد والضحية معاً، والذين يضغطون باتجاه أن تقبل الضحية بنصف استقلال تحت دعاوى «صناعة السلام»، يدركون جيداً أن الجلاد لن يقبل بنصف وصاية، ويتواطؤون معه.
وفقاً لذلك فإن «جنيف2» قد تمثل محطةً أخيرة أو ما قبل أخيرة لـ «حرب» أخفق التحالف السعودي الأمريكي ويخفق فيها بفعل صمود شعبنا وكفاءة مقاتلينا..
لكن لا «جنيف2» ولا «جنيف9» بمقدورها أن تضع حداً لـ «صراع» مفتوح على «استقلال تام» أو «وصاية كاملة» بين طرفي نقيض..

أترك تعليقاً

التعليقات

Avari
  • الأربعاء , 25 يـنـاير , 2017 الساعة 9:18:52 AM

Actually, the real question is how much of that money from the DOE was laundered back to the Democratic party in the form of a uonationoqtot;? I have the same questions especially for Solyndra and .