رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صلاح الدكاك / لا ميديا

عولت مطابخ العدو على تحقيق أحد أمرين من فتنة العبيسة:عسكري يقتطع العدو من خلاله مساحة جيو استراتيجية تضع صعدة في الخناق وتسيج حدود المملكة الجنوبية المستهدفة بعمليات توغل وسيطرة تضع الرياض ومستقبلها الجيوسياسي تحت رحمة الجيش واللجان والمفاوض الوطني اليمني وقد أخفقت هذه الغاية إخفاقاً جلياً يتمظهر في عجز عملاء التحالف في اقتطاع نقاط جغرافية حاكمة لجهة بناء جبهة بأنساق متصلة بظهير آمن من جهة المملكة وبالنتيجة عجزهم عن تأمين سيطرة داخلية على الجغرافيا بين حجة التهامية وعمران و وقوع مركز الفتنة في خناق الجيش واللجان عوضاً عن أن يحصل النقيض فيقع أبطالنا في خناق العملاء ويفقدوا خطوط وأنساق الإمدادات صوب ميدي وحرض وبالأعم صوب جيزان.....نجاح القيادة في تقويض الغاية العسكرية لهذه الفتنة يرجع لجدارتها في نزع فتائل ذرائعها الاجتماعية القبلية وعدم الانجرار إلى فخ صدام قبلي توخى العدو استدراجها إليه بما يجعلها في مواجهة مع بنية اجتماعية واسعة في حجة توفر للعملاء غطاء الشرعية والدعوى.....أمكن للقيادة أن تحصر الفتنة في بؤرة ضيقة اجتماعياً وجغرافياً (خميس العبيسة) وبالتوازي تسديد ضربات عسكرية مفصلية للقطاعات والمجاميع التي حاولت قطع شرايين الإمدادات الرئيسة للجبهة وتأمين نقاط ساندة لزحوفات العدو صوب مثلث عاهم.....
أما الغاية الأخرى.التي عول العدو عليها من فتنة (العبيسة) لاسيما بعد فشل الغاية العسكرية فتتمثل اليوم في خلق (مسألة حجورية ببعد طائفي ولبوس إنسانية) وباختصار (مسألة تعزية في حجة من الجهة التهامية) حيث يسعى العدو اليوم إلى اللعب على وتر (حصار حجور ) ومن ثم تحويلها إلى ملف سباسي مناطقي طائفي من مدخل إنساني يتعين على المفاوض الوطني التعاطي مع المتلطين خلفها كطرف مقابل ومع ملفها كملف يضاهي (ملفي الحديدة وتعز) كما يتوخى العدو من هذا التكريس الواضح اليوم في خطابه الإعلامي والسياسي مراهناً على ما سيتيحه له اعتراف أممي منشود بهذا الملف من مزايا إحداها وضع الجيش واللجان تحت رحمة (ممرات آمنة وإعادة انتشار على خلفية حاجة القرى والمناطق المحاصرة زعماً إلى مساعدات إنسانية عاجلة)....ويستغل العدو على هذا المستوى عزوف الجيش واللجان عن التوغل في العمق الجغرافي القبلي لملاحقة عناصر الفتنة واكتفائه بتأمين المفاصل الاستراتيجية الساندة للجبهة وترك أمر الخونة وملاحقتهم لوجهاء ومشائخ قبائل حجة وأبنائها الشرفاء وهم الغالبية طبقاً لوثيقة الشرف القبلي...
هذا ما يرمي ورمى إليه العدو من الفتنة برأيي لكن نجاح مراميه يبدو عسير المنال بمضي الوقت وجدارة وحكمة القيادة في الإمساك والاحتفاظ بزمام المبادرة بما يجعل كل بؤرة فتنة يشعلها العدو وعملاؤه تحدياً ينتهي كرصيد جدارة ومزيد خبرة مضاف إلى الأرصدة السابقة للقيادة وللصف الوطني في مواجهة فتن ومؤامرات أعتى بكثير من فتنة العبيسة منذ بدء العدوان...كل تحد هو فرصة إذن واجتيازه انتصار مضاعف للجبهة الوطنية المناهضة للعدوان كما هو إخفاق مضاعف لمخططات العدو وقدرة ظروفه ووضعه على الاستمرار في رهاناته على المزيد منها مع تلافي احتمالات وقوعه في مآزق وجودية أوخم ومواجهة خيارات لم يختبرها بعد تطوي القيادة قبضتها عليها.
صلاح الدكاك

أترك تعليقاً

التعليقات