ماوراء الجزيرتين
 

رئيس التحرير - صلاح الدكاك

صفقة "تيران -صنافير"ليست أكثر من مناولة مصرية للسعودية تتيح للأخيرة نقل علاقة العشق الحميم بينها وبين الكيان الصهيوني من الكواليس إلى العلن، فقبل ذلك لم يكن بوسع السعودية وهي "مجازاً"بلاد الحرمين الشريفين، أن تقدم على ضرب وجاهتها الدينية بخطوة كهذه، على أنها بعد صفقة الجزيرتين باتت من "دول الطوق"وأضحى بوسعها تسويغ علاقتها المباشرة مع كيان العدو تحت يافطة "تسوية ملفات حدودية" يتعين معها فتح قنوات اتصال مباشر بين الرياض وتل أبيب.
مناهضة الصفقة مصرياً يقتضي مقاربتها في هذا البعد من الاشتباك لا بوصفها مساساً بسيادة مصر على ترابها وتفريطاً فيها وإنما كمعطى طبيعي لتفريط مصر بموقعها في ريادة الصراع العربي الإسرائيلي وانخراطها في المسار النقيض للقضايا القومية المركزية وموجباتها سياسياً وثقافياً واقتصادياً وعسكرياً.
غير أن "الوطنية المصرية المنكفئة المتقوقعة "وهي تناهض "صفقة العار" حد تسمية صباحي لن تفضي سوى لتمكين قوى الاشتباك الداخلي المصري السياسي المعارضة للسيسي من ورقة نوعية في سجالها اليومي معه قد تمكنها من تحقيق خرق في شارع أنصاره إلا أنها لن تطرح ثماراً لجهة الاقتصاص للسيادة المصرية المغدورة لاسيما وأن هذه الأخيرة لا تتحقق في ظل التطبيع القائم مع الكيان الصهيوني ولا على حساب التفريط بالأمن والسيادة العربيتين من الماء إلى الماء كما هو حال مصر مابعد "كامب ديفيد".
والمفارقة التي تؤكد هذا المذهب في المقاربة تبدو في المموقف السلبي و التفريطي والمتواطئ لـ "حمدين صباحي ومعظم النخبة السياسية المصرية"من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ومن الحرب الجارية منذ 6أعوام على سوريا.
لا إمكانية للحديث عن سيادة مصرية بمعزل أو مع التفريط بالسيادة العربية برمتها وتلك هي معضلة المثقف المصري المعارض الذي بات ليبرالياً لا عضوياً في مقارباته للصراع ومسرحه وحدود فاعليته وأطرافه والموقف منه.
فليقد صباحي حملة مناهضة للعدوان على اليمن في الشارع العربي المصري إذا أراد لبيضة دعوى غيرته على السيادة المصرية أن تفقس "ذكراً"...عدا ذلك فإنها ستفسر عن فرقعة جوفاء لا جنين لها مهما امتد المخاض.

أترك تعليقاً

التعليقات