خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
قبل عامين تقريباً، وجه فخامة الرئيس إلى أمين العاصمة برفع دراسات لإنشاء مشاريع تمكننا من الاستفادة من مياه الأمطار. إلا أن ذلك لم يتم؛ فهل ما زال إرث النظام السابق يستوطن عقلية حمود عباد؟! أم أن عدم تنفيذه للتوجيهات الرئاسية كان بسبب الاستهانة والاستهتار؟! أم أنه اكتفى بالتقاط الصور في سائلة صنعاء؟!
عموماً، يبدو أننا نسير على نهج النظام السابق، بقصد أو بدون قصد، فسابقاً تعمد أصحاب القرار عدم إنشاء أي مشروع يجعلنا نستفيد من مياه الأمطار، وبالذات فيما يخص سائلة صنعاء، بل إن السائلة كان يوجد في أرضيتها فتحات جانبية تتدفق منها مياه الأمطار فتسقي المزارع وتغذي الآبار في جميع المناطق المجاورة لجانبي السائلة على طول الطريق من بدايتها إلى نهايتها، إلا أن هولندا -التي لطالما هددتنا بجفاف المياه الجوفية- لم يرُق لها الأمر، فهناك مخطط يهدف إلى أن يستمر اليمن في حالة عوز واحتياج دائم لقوى الشر، رغم ثرواته الهائلة. فبادرت هولندا إلى تمويل مشروع رصف طريق السائلة، وأثناء عملية الرصف تم إغلاق وسد جميع الحفر الجانبية.
الجدير بالذكر أن مياه الأمطار في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وضواحيها، التي تصب في سائلة صنعاء، تصل في النهاية إلى محافظة الجوف، مما جعل الجوف أغنى محافظة يمنية بالمياه الجوفية.
قد يقول قائل: كله حقنا، سواء تم تغذية المياه الجوفية في صنعاء أو الجوف. لكن الكثيرين لا يعلمون أن النظام السابق منع حفر الآبار في الجوف، وحرص على ذلك وشدد جداً على إلزام مواطني الجوف بهذا المنع، بينما يتحدث أهالي الجوف عن وجود 16 محطة مياه موجودة في محافظتهم تضخ المياه الجوفية إلى السعودية.
والموضوع هنا متطابق تماماً مع ما قام به النظام السابق استجابة لتوجيهات السعودية وأسيادها بمنع استحداث أي استكشافات نفطية جديدة، باستثناء بعض الاستكشافات الوهمية التي لم تكن أكثر من مبرر ومصدر لثروة أحمد عفاش، وذلك بعد أن تم الاتفاق على أن يتولى حميد الأحمر مهمة استيراد النفط. وهذا ما قام به بالفعل عن طريق شركة «أركاديا» (صندقة حميد)، وتولى أحمد عفاش مهمة الاستكشافات النفطية.
لكن، وكما سبق شرحه، فإن هذه المهمة لم تكن إلا مصدرا للثراء غير المشروع، وليست استكشافات حقيقية، حيث كانت المناقصات ترسو على إحدى شركات «حمادة»، وتقوم الشركة بمراسلة أردأ شركات الاستكشافات النفطية في العالم، فتحصل الشركة الرديئة على أقل الأجور، بينما تكون المناقصات بمبالغ كبيرة، فيذهب الفارق أو المبلغ المتبقي إلى رصيد أحمد، ويحصل عفاش على ما كانت تدفعه السعودية للضغط لترحل الشركة دون أن تقوم بأي استكشافات، بمعنى أنها كانت عمليات نهب لخزينة الدولة المنهكة، وابتزاز للسعودية لا أكثر، ولهذا باءت جميع عمليات الاستكشافات النفطية بالفشل، وبالذات فيما يخص المناطق الحدودية مع السعودية براً وبحراً، فتلك مناطق تخطط السعودية لابتلاعها بما فيها من ثروات، بالإضافة إلى طرق أخرى لنهب ثرواتنا.
وبالعودة إلى موضوع الاستفادة من مياه الأمطار، فإن الجهات المعنية وفي كل المحافظات مطالبة بتنفيذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية بإعداد المخططات والدراسات اللازمة لإنشاء مشاريع للاستفادة من مياه الأمطار. أما بالنسبة للتمويل المطلوب لإنشاء المشاريع فأعتقد أن هيئة الزكاة لن تقصر، لما لذلك من فائدة عظيمة تعود على الشعب بالمنفعة والخير الكثير.
وهي إحدى الخطوات الأساسية في إطار التنمية المستدامة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي زراعياً.

أترك تعليقاً

التعليقات