مسيرة الحق ويمن ما بعد الهيمنة
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
أتذكر أنني قرأت قبيل 2011 عن لقاء تم بين هيلاري كلينتون مع اليدومي والآنسي (قيادات من حزب الخونج) واللقاء المشترك. يومها شدني مضمون اللقاء كثيراً، حيث قال الآنسي واليدومي لهيلاري كلينتون بأنهم قادرون على خدمة أمريكا بشكل أكبر وأكثر من عفاش.
طبعاً، لم يقولوا ذلك بصريح العبارة، وإنما قالوا: “سنكون أكثر عوناً لكم، وسيكون تعاوننا معكم أفضل من تعاون عفاش وحاشيته، كما أن عفاش بات كرتاً محروقاً، ولم يعد له أي قبول في الشارع اليمني، ونحن البديل الأنسب، وفي كل الأحوال سيثور الشعب على عفاش اليوم أو غداً، ودعمكم لنا يجعلكم لا تفقدون السيطرة”. ما قالته قيادات الخونج آنذاك تزاحمت الأحزاب والشخصيات لتقوله للسفير الأمريكي.
وبالفعل وكالعادة جاء التدخل الأمريكي بغطاء “المبادرة الخليجية” عبر السعودية وبعض دول الخليج كأدوات تنفذ سياسة أمريكا في المنطقة.
اليوم بفضل الله عز وجل ثم بفضل المسيرة القرآنية ونورانية الأفكار الحرة التي بدأ الناس بمعرفتها على يد الشهيد القائد، وبفضل إخلاص وحكمة وحنكة وتفاني ومثابرة قائد الثورة (حفظه الله) ومن معه من المخلصين (سلام الله عليهم أجمعين)، تغيرت المعايير وباتت مختلفة تماماً عن تلك السابقة، فلن يكون المعيار لمن يحكم اليمن إعلان الولاء والطاعة لأمريكا وتحالفها الشيطاني ولا لأي دولة أخرى، وسنكون دولة مستقلة ذات سيادة وقانون بحق وحقيقة، وليس كما كان يروج له بشكل معاكس تماماً للواقع الملموس، ولن يكون الشعب مجرد مطية لأحزاب خانعة للصهيونية العالمية، ولا عودة للتبعية ومآلاتها المجحفة بحق اليمن أرضاً وإنساناً.
لقد أصبح الشعب واعياً وعرف الحق من الباطل، وقد ضحى كثيراً خلال السبع العجاف، ولن يرضى أن يحكمه بعد اليوم إلا من يعمل ليصل بهذا الوطن إلى رأس قائمة الدول الصاعدة والمواكبة. ولن يرضى أن يحكمه بعد اليوم إلا الكفاءات الوطنية النزيهة والشريفة، التي تحمل برنامجاً نهضوياً تنموياً بما يحسن مستوى دخل الفرد ويطور الجانب الخدمي والحالة المعيشية لدى المواطنين، ويصحح الأوضاع ويقضي على الفقر والبطالة والجهل... ولن يحكمنا بعد اليوم خائن أو عميل.

أترك تعليقاً

التعليقات