ترامب وإيران.. والحرب القادمة!
- مطهر الأشموري الثلاثاء , 1 يـولـيـو , 2025 الساعة 2:34:23 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
مشكلة الرئيس الأمريكي ترامب أنه لا يعرف إن كان يريد حرباً أو سلاماً مع إيران. فإن كان يريد الحرب فهو و"البيبي" (نتنياهو) من طلبا وقف إطلاق النار، وذلك ما لم تطلبه إيران. وإن كان يريد السلام فإنه يعنيه التفاوض باستحقاقات السلام، وأن يتخلى عن الشذوذ والسقوط في عبارات أو مفردات على طريقة "استسلام إيران".
ولذلك فمن حق المرشد الإيراني خامنئي أن يرد على ترامب في هذه النقطة بقوله إن ترامب يتحدث عن أمر هو أكبر من حجمه، وكان على شهرزاد الصباح (ترامب) التوقف عن الكلام المباح، وحتى غير المباح.
أساس شخصية ترامب أنه رجل مخادع مع كل من يعملون معه ومن يتعاملون معه، وهذه باتت بديهية عالمية؛ لكن حتى لو كان الخداع يمارس في السياسة فترامب هو الفهلوي والمهرج بامتياز، حتى أنه بات تهريجاً يثير الملل ويسبب الغثيان، وبما لم يحدث من رئيس دولة بين العظمى؛ وحتى من رئيس إحدى ما تُسمى "جمهوريات الموز".
حتى لو قبلت إيران التفاوض مع أمريكا من جديد حول النووي فهذه المفاوضات لن تنجح، وستكون ترتيبات جديدة لحرب جديدة تشن على إيران؛ لأن أمريكا والكيان الصهيوني يريدان إسقاط وإنهاء النظام في إيران، وبالتالي فإنه بقدر صمود النظام الإيراني ستظل الرغبة الجامحة للحرب أمريكياً و"إسرائيلياً"، وقد تنتهى الدورة الانتخابية "الترامبية" قبل إسقاط أو سقوط النظام في إيران.
دعوني أقل إن ما تعرض له النظام في إيران بالضربة الأولى وفي اليوم الأول كفيلة بإسقاط أي نظام في العالم، وبالتالي فقدرته على امتصاص هذه الضربة والسير إلى رده الكبير والمزلزل بعد 18 ساعة إنما قدمت النظام الإيراني كأقوى مما يتصوره أحد.
ذلك ما جعل ترامب أكثر ثرثرة وتهريجاً، إلى درجة اعتبار أنه لم يعد أمام إيران كمخرج غير الاستسلام. والطّريف أن الطرف الذي اشترط الاستسلام هو من طلب وطالب بوقف إطلاق النار؛ لأن الكيان الصهيوني هو الذي كاد يتهاوى وينهار خلال 12 يوماً، فأين ترامب من هذا وورقة "استسلام إيران" موجودة في واشنطن وليس على إيران إلا الذهاب إلى واشنطن لتوقيع الاستسلام؟! فهل من عقلاء يطلبون من هذا المعتوه التخفيف من عجرفته وخرفه وتهريجه وهرجلته؟!
بالمناسبة، في أي حرب قادمة يستحيل أن تكون إيران كما كانت في هذا العدوان في الضربة الأولى أو اليوم الأول أو غير ذلك.
إيران في هذا العدوان لم تواجه أمريكا وما تُسمى "إسرائيل" فقط، بل واجهت الغرب الإمبريالي بكامله، ودون دعم من حلفائها كالصين وروسيا ثم باكستان. وهذا يؤكد أن إيران تحتاج فقط دعماً نوعياً في التسليح وبعض الجوانب أو النواقص، فكيف سيكون وضعها في حرب قادمة بهذه الاستعدادات؟!
لقد خرج ترامب بعد حرب الهند وباكستان الأخيرة ليقول بغباء ودون تحفظ أو دبلوماسية إن هجوم الهند كان غبياً وفاشلاً، فإذا توجب عليه قول كهذا بعد الحرب القادمة مع إيران فلن يقول ذلك، ولن يواصل الحديث عن التدمير الكامل للبرنامج النووي ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي، في ظل معرفة كل العالم أن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم المقيدة ذاتياً بتحريم صناعة السلاح النووي.
لكل هذا، لا تصدقوا أي مفاوضات أو أي تصريحات، وانتظروا فقط أن تكمل أمريكا والكيان الاستعداد لشن عدوان جديد على إيران. ولا أعتقد أن انتظار ذلك سيطول؛ لأن ترامب سيحرص على تنفيذه قبل الانتخابات النصفية للبرلمان في أمريكا.
كل خطوات إيران بعد العدوان تؤكد أنها تعرف وتعي كيف يفكر الأمريكان والصهاينة، ولذلك فقد شرعت في الإعداد والاستعداد لمواجهة العدوان الثاني. وما قد يمارس من خلافات أو مفاوضات لم يعد غير تكتيك من جانب إيران، عملاً بالمثل الذي يقول: " لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين".
هذا يعني أن عنصر الخداع والمفاجأة لن يعود بأي شكل كما كان في العدوان الماضي. ومع هذا فالأزمة الأكبر هي "الأزمة الترامبية"؛ لأنه فقد الاحترام في شخصه وشخصيته، ولأنه فقد الحد الأدنى من التصديق أو حتى الإثارة بتصريحاته المملة بتكرارها وتناقضها!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري