النرويج ودور الوسيط
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
تخيلوا أن كل ما يحدث في البحر الأحمر ومازلنا لم نستخدم إلا المرتبة الأخيرة من أسلحتنا البحرية المصنعة محلياً أو المحدثة، فكيف سيكون الأمر عند استخدام الزوارق المفخخة والألغام البحرية المتعددة وصواريخ أرض بحر و... و... و... إلخ؟!
مطالبنا مشروعة، ولم نستخدم كرت الملاحة الدولية، رغم كل ما عانيناه من قرصنة تحالف العدوان لأعوام في احتجاز سفن الوقود وعرقلة وتأخير سفن الغذاء والدواء.
وحالياً الأمر واضح؛ هناك شيء اضطرنا لاستخدام منع سفن الكيان الصهيوني من العبور في مياهنا الإقليمية، وهو الاعتداء الغاشم على فلسطين (قبلتنا وبوصلتنا وقضيتنا الأولى والمركزية).
لم يكن الأمر صعباً في وقف العدوان الهمجي على فلسطين، لاسيما بعد الكم الهائل من الجرائم والمجازر المرتكبة، إلا أن غريزة القتل والإجرام الصهيونية لم تصل إلى مرحلة التشبع بعد.
الاستمرار في انتهاك القوانين الدولية والأعراف الإنسانية عواقبه وخيمة، فالأمر بالنسبة لمشاركة اليمن يتطور، وهو تصاعدي وتدريجي وعلى مستويات، كانت البداية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة، وباتت العمليات شبه أسبوعية، وأحيانا أكثر من عملية خلال أسبوع واحد، ومازال يتصاعد بشكل أكبر، سواء من ناحية عدد الصواريخ والطائرات المسيّرة أو التباعد الزمني بين العملية والأخرى، أو نوعية الأسلحة المستخدمة (الكم والنوع والزمن).
حتى ما يخص الملاحة الدولية كانت البداية باستهداف السفن التابعة للكيان أو التابعة لصهاينة، ومازلنا عند هذه النقطة؛ ولكننا فجأة قد نسمع عن قرار السيد القائد بأن كل السفن الذاهبة إلى الكيان أو القادمة منه سيتم استهدافها، بمعنى أن ميناء أم الرشراش المحتلة سيكون خالياً تماماً من الحركة التجارية، حتى لو استخدموا سفناً غير صهيونية، سيتم التعرض لها مادامت تخدم الكيان في عدوانه البغيض والمنافي لكل القوانين الدولية والمنتهك لكل حقوق الإنسانية، وقد يتصاعد الأمر أكثر ويتم الإعلان عن استهداف سفن دول تدعم الكيان حتى لو لم تكن متوجهة إلى الكيان أو قادمة منه، والضربات التحذيرية في البحر قد تصبح تدميرية، من يدري؟! كل شيء جائز، ولن نتردد في عمل كل ما باستطاعتنا لوقف العدوان الإجرامي الصهيوني على فلسطين.
لماذا تضطروننا للوصول إلى هذه المرحلة؟! هل ينقصكم الوسيط لمفاوضات مع أصحاب القرار في اليمن، وتخجلون أن تطلبوها بشكل مباشر، وبالوقت نفسه لا تريدون للعرب أو لأعدائكم (روسيا أو الصين) أن يكونوا وسطاء؟!
مع أن كل مطالبنا مشروعة ومعلنة، سواء فيما يخص فلسطين أو اليمن، لكن بإمكانكم التوسط بالنرويج مثلا، وهي مقبولة باعتبارها أكثر دولة في القارة الأوروبية لها مواقف تاريخية مشرفة من القضية الفلسطينية.
وفي الأول والأخير مواقف الأنصار ثابتة تماما، أياً كان الوسيط، وهو موقف لا يحمل أي عداء تجاه أي دولة من دول العالم، باستثناء الكيان الغاصب والمحتل، ويحترم كل الحقوق المشروعة لكل دول العالم في المرور الآمن والبريء في أعالي البحار وفق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ولا يوجد أي خطر على خط الملاحة إلا من الاعتداءات الصهيونية على فلسطين. ورغم ذلك هناك تحديد دقيق جدا للموقف اليمني وإجراءاته للفئة المستهدفة في البحرين الأحمر والعربي وملتقى العربي مع المحيط الهندي. كفوا أذاكم عن فلسطين واليمن، وسينتهي كل شيء.
لم يعد اليمن حديقة خلفية لأحد، ولا تابعاً لأحد، ولا يسعى لأكثر من نيل الحرية والاستقلال الكامل، ومعالجة كل تبعات وأضرار أبشع وأطول عدوان كوني شهدته البشرية.
ومن يعرقل الحلول هم من يريدون استمرار ممارساتهم اللاقانونية في نهب الثروات والاستحواذ والسيطرة على أهم مواقع اليمن الجغرافية وانتهاك السيادة واستمرار التبعية، وكل ذلك بات محالاً وأكثر من المستحيل نفسه.
عليهم أن يدركوا أن يمن الأمس ولى، فليتعاملوا مع الواقع المفروض من خير قائد بفضل الله عز وجل وبالتفاف وتأييد جماهيري. هذا كل ما في الأمر وببساطة.

أترك تعليقاً

التعليقات