المزريون يحاولون خلط الأوراق
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
بعض الإعلاميين لديهم حالة من الاندفاع والتهور تدفعهم إلى التصريح بمواقف لم تقررها القيادة ولم تعلن عنها، فيستغل العدو ذلك بدفع مزيد من شركات الملاحة لإيقاف أعمالها بشكل عام دون أن يقتصر الأمر على تلك المتوجهة إلى الكيان الصهيوني أو المملوكة له، وهذا يؤدي إلى توسع دائرة المتضررين وبالتالي توسع التحالف الشيطاني، بحجة تضرر مصالحهم، كما أنه يصور الأمر كأننا حصرنا العدو في خندق وزاوية محصورة وأجبرناه على خيار وحيد، بينما هناك كروت ومواقف تصعيدية لم يتم اتخاذها بعد وهي مرتبطة بتصعيد العدو وحجم ومدى التأثير، وبما يحقق الهدف النهائي، وهو وقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات. وقد تيقن العدو ألا حل أمامه غير الاستجابة للمطلب والشرط اليمني الإنساني، ويسعى حاليا للتنفيذ ولكن بطريقة لا يبدو فيها أن ذلك جاء نتيجة استجابة وخضوع لليمن (وساطة قطرية أو قراراً لمجلس الأمن أو تحركاً دولياً للتوسط... الخ) بالتزامن مع تصعيد التهديدات، والحقيقة أن هناك انتكاسة كبرى يحاولون تجنبها والخروج من المأزق، فعدم قدرتهم على تمرير حتى سفينة واحدة إلى الكيان وهم بكل تلك القوة والجبروت يعتبر انتكاسة كبيرة، فما حجم الانتكاسة عندما يصل الأمر إلى إغراق بوارج وسفن حربية أمريكية وبريطانية واشتعالها وتدميرها؟! وهي حرب أُجبرنا عليها ولم نطلبها ولم نسعَ لها كما يحاول البعض تصويره؛ لكننا نخوضها بفضل الله عز وجل بكل اقتدار... اتخذنا موقفا إنسانياً، والموقف الطبيعي الذي كان يفترض أن تتخذه أمريكا وغيرها هو إجبار الكيان الصهيوني على وقف العدوان وإدخال المساعدات، هذا هو الوضع بكل بساطة؛ لكنهم اتخذوا قراراً خاطئاً لحماية الكيان واستمرار إجرامه، وجربوا وعرفوا النتيجة، لاسيما في ظل افتقارهم لبنك أهداف مؤثر عسكريا، بالتوازي مع امتلاك اليمن بفضل الله عز وجل أسلحة عرفوا تأثيرها ونكالها جيدا.
ولدى القيادة توقعات ودراسة واستعداد لكل الاحتمالات، والموقف واضح جدا ولا داعي لإعلان موقف تصعيدي لم تعلن عنه القيادة ولم يفصح عنه الناطق العسكري والمتحدث الرسمي .
وصفت الحالة بالتهور من منطلق حسن الظن، رغم أن هناك مؤشرات تدل على وجود نية مسبقة للإدلاء ببعض التصريحات من أشخاص محسوبين على الأنصار، وبالتالي يقتنص العدو الهفوات ويصورها كموقف اتخذته القيادة ويبنى عليه مواقف دولية .
نحن مفوضون للقائد، مهما كانت المآلات، فالموقف مشرف، لكن لا يجب على البعض توفير مبررات للعدو تؤكد ما يدعيه وتسهل تحشيده بناء على شيء لم يحدث.
سيكون الانتباه لأعمالهم ومهامهم الرسمية أفضل من الظهور المستمر في قنوات فضائية والتصريحات المليئة بالهفوات .
يكفي إخفاقاتكم في الداخل، واتركوا التصريح  بشأن الموقف اليمني والأحداث الحالية لمن لا يشطح بشيء يخدم العدو ويسير بنا في طريق لم يختره القائد .
يبدو أن المزريين يحاولون خلط الأوراق لتأخير وعرقلة التغييرات الجذرية. كما أن تصدركم للموقف ليس أكثر من ركوب للموجة، في حين أن الإنجاز يحسب للجانب القيادي والعسكري ولجموع المخلصين فقط، أما أنتم فكنتم وما زلتم حجر عثرة في طريق التصحيح، وجعلتم مصير أغلب الكفاءات والمخلصين والشرفاء ما بين غارق في الديون ومنكوب وشابع حياة ومحبط ومقصي من عمله أو في عمل هامشي أو خاضع وصامت على ظلمكم وفسادكم وفشلكم وقبحكم، وأفرغتم المؤسسات من كوادرها، وبالتالي أنتم أيها المزريون بالنسبة لأحرار اليمن جزء من العدوان، وكلماتكم الرنانة لن تغير النظرة، لأن أعمالكم هي الحكم!
 مُزرٍ يفتتح مشاريع، ومُزرٍ يصدر قرارات تعيين (وهو تصريف أعمال)، ومُزرٍ يقدم مشاريع قوانين... الخ!
اصمتوا، فوالله ما عدنا نطيق رؤيتكم ولا سماع أخبار إنجازاتكم الوهمية ومشاريعكم الكارثية والتدميرية، وننتظر اجتثاثكم وتغييركم بفارغ الصبر!

أترك تعليقاً

التعليقات