أحرقوا كرت العدوان الأخير
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا - 
التمسك بالفاسدين يخدم العدوان بدرجة أساسية على سبيل المثال لا الحصر هامور الفساد الذي أدانه تقرير الجهاز المركزي بفساد وصل إجمالي الضرر المالي فيه إلى 11 مليار من بينها سرقة أموال باسم دعم المجاهدين والجبهات ورغم التوجيهات الرئاسية بإقالته ومحاكمته إلا أنه لم يحدث شيء!
فأين يكمن الخلل برأيكم في موضوع عدم تغيير الفاشلين وإقالة الفاسدين وإحالتهم للمحاكمة واستعادة الأموال المنهوبة؟
لا شــــك بأن مـــن انتقاهم ورشحهـم وأوصلهـــم إلــــى المناصب هو الذي يحميهم، وعملية الانتقاء ثم الحماية تتم لخدمة العدوان لإفشال المرحلة وتشويه المسيرة وضرب الحاضنة الشعبية للأنصار، لأننا لو قلنا بأن ذلك سببه المصالح الشخصية والثراء غير المشروع فقط لما شملت الحماية للفاشلين أيضاً إلى جانب الفاسدين، كما أن كثير من الفشل يبدو مدروساً ومتعمداً لتدمير أهم المرافق الحكومية.
العدوان المهزوم عسكريا يريد أن يحقق انتصار في معركة إدارية ضحيتها الشعب ليقول هذه هي دولة المسيرة والأنصار.. فهل يلتفت مخلصي المسيرة لخطورة ما يحدث ويتداركوا الموقف؟
يبدو أن ما عاد لها إلا السيد القائد (حفظه الله) ليخوض المعركة الداخلية التي لا مناص منها والوقت مناسب جدا والشعب إلى جانبك.
لا تستهينوا بخطوة تغيير الفاشلين وإقالة الفاسدين ومحاكمتهم واستعادة الأموال التي نهبوها، فهذه الخطوة وحدها كفيلة بإحداث نقلة نوعية وتغيير جذري إن تم تمكين الكفاءات النزيهة.
من المتضرر من التصحيح وما هي حججه ومبرراته التي أقنعتكم؟
أبلغت الجهات المعنية عن فساد في عدة جهات وكل بلاغاتي موثقة وبالأدلة وذلك أولاً بحكم عملي مديرا عاما للشؤون المالية والحالات التي تمر علي وكذلك بحكم معرفتي وتواصلي وعلاقاتي وأحيانا ما أدري إلا والوثائق عندي من أحد الزملاء وبدون أي مناسبة وكأن الله عز وجل هو من ساقها إلي لدرجة أنني أتمنى لو لم أعرف ولم أعلم بكثير من المواضيع، لأن ذلك يؤرقني جدا كوني لست ممن يغضون الطرف فأقوم بين الحين والآخر بجمع كل الوثائق وكل المعلومات التي علمتها وكتابة تقرير وخلاصة وبلاغ وتسليمه إلى عدة جهات، لأنني أعرف أن كبار الفاسدين لديهم علاقات وكلما زادت الجهات التي تصل إليها البلاغات والوثائق كلما حلقت عليه أكثر وهذا الذي فعلته بالضبط، لكنني أعاني بشكل فظيع جدا، فالهوامير يعلمون من أبلغ عليهم عن طريق أدواتهم وخدامهم في الجهات الرقابية والاستمرار كان بمثابة قرار انتحار أو موت بطيء.
عموما أحد أمثلة البلاغات التي أعتبر نفسي قدمت خدمة جليلة لهذا الوطن ودفعت ولا زلت أدفع ثمن الوطنية والنزاهة من روحي ورزقي وعافيتي وهدوئي وسكينتي وأسرتي التي أعيلها وحياتي كلها هو البلاغ عن الهامور أبو 11 مليار ريال، وإليكم بعض الأمثلة لفساد هذا "الهامور اللعين".
1 - يوجه رئيس الهيئة بـ"يتم شراء مواد غذائية دعما لجبهة الجوف" بينما هذه المواد الغذائية تبرع من أحد التجار وفوق هذا صرف قيمتها من الجهة التي يديرها وشل الزلط مع المواد الغذائية لا بيته يعني المجاهدين في الجبهات لا حصلوا المواد الغذائية ولا حصلوا دعم مالي، قرطها الهامور كلها.
2 - يتم صرف (كذا مليون) قيمة كباش لجبهة ما وراء الحدود، ونفس الشيء لهطها الهامور أسأل الله عز وجل أن يهلكه وينكل به شر تنكيل.
3 - يوجه الهامور بصرف قيمة جعالة العيد لمكتبه بمبلغ 500 ألف ريال فتم العرض عليه أن هذا المبلغ كبير جدا مقابل جعالة عيد للمكتب ويعتبر تبذير وإهدار للمال العام فيوجه بأن هذه الجعالة هي للجبهات وكالعادة لا فواتير ولا توريد ولا استلام من أي جبهة.
حتى أعضاء مجلس النواب سرق كم مليون باسمهم، بل إنه سرق حتى أصول الهيئة مثل (خزانات مياه وسخانات شمسية ومنظومة طاقة شمسية) وسرقات أخرى مماثلة ومتعددة الأشكال والطرق، أبلغت عنها وبعد بلاغي تم تكليف فريق كامل من الجهاز المركزي للتأكد من صحة بلاغاتي وكذا رصد بقية حالات الفساد وفحص شامل وبعدها صدر التقرير أبو 11 مليار إلا أن "الهامور اللعين" لا زال في منصبه فمن معدوم الدين والضمير والإنسانية والأخلاق والوطنية الذي يمكن أن يسكت على هذه الأفعال أو يحاول استخدام هذه الوثائق بالابتزاز والمساومة؟
اتهمني المسؤول بأنني مجرد مبتز ولو مع الذين يسمعونه ذرة عقل لعرفوا أنه كاذب ورخيص، لأنني بكل بساطة إن كنت مبتزا أو راضي بالفساد أو لدي قابلية لأن أغض الطرف أو المشاركة في هذا الفساد لكنت قد أصبحت مليونيرا لكنني سلمت الملفات لعشر جهات وليس لجهة واحدة فقط والمساوم والمبتز يناور ولا يهاجم ولا يسلم أي وثيقة لكل الجهات المعنية دون أي خوف إلا من الخالق عز وجل.
مليارات تنهب ولا زال النهب مستمر في زمن العدوان والجوع والحصار فمن يرضى بهذا؟
ولو أنه تم إقالة هذا الفاسد لتوقفت عمليات فساده والنصب والاحتيال بينما لا يزال الضرر قائم والفساد مستمر وهناك لجنة أخرى لدراسة إيرادات الجهة وتبين لها فقدان 190 مليون ريال في جانب واحد ولمدة عامين فقط، فهل عرفتم معنى استمرار كبار الفاسدين في أماكنهم؟
سلكت الطرق القانونية ولا أجد أي نتيجة، بل إن "الهامور اللعين" نكل بي وحاربني بأبشع وأقذر الأساليب وخلسوا ظهري أنا بدلا عن أن يخلسوا ظهر أكبر وأقبح فاسد في حكومة الإنقاذ.
ما الحل برأيكم؟ هل أنشر الوثائق؟ هل أنشر تقرير الجهاز المركزي؟
الجهاز المركزي لهم أربعة أشهر من يوم ما صدر التقرير الموثق وكل ما أسأل متى ستتم الإحالة إلى النيابة يقولون قريبا، وهكذا بقية أكبر ملفات الفساد لا تجد طريقها إلى النور.
أعود وأكرر سؤالي من المتضرر من التصحيح وهل المصالح الشخصية هي السبب الوحيد أم أن الموضوع عمالة وخيانة؟

أترك تعليقاً

التعليقات