من هم القراصنة؟!
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
قبل أيام ندد تحالف العدوان باقتياد السفينة «روابي» واعتبرها عملية قرصنة مع أنها عملية قانونية لعدة أسباب، أهمها دخولها المياه الإقليمية اليمنية بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى ما تحمله من عتاد عسكري يستخدمه تحالف العدوان في قتل الشعب اليمني، وبعدها اقتادوا سفينة النفط الإسعافية إلى ميناء جيزان ومن ثم احتجزوها رغم حصولها على التصريح بعد تفتيشها، مع أنها شحنة طارئة وإسعافية وحاجة الشعب اليمني إليها ملحة جداً، فمن هم أعداء الإنسانية؟! ومن هم القراصنة؟ ومن الذين يشكلون خطراً على خط الملاحة الدولي؟!
ومن المعروف أن جميع سفن الغاز والنفط ومشتقاته تتعرض للقرصنة من تحالف العدوان، ويتم احتجازها لأشهر، وبعضها تحتجز لأكثر من عام، والغرض هو تراكم الغرامات حتى وصلت بعض الغرامات إلى نفس قيمة الشحنة أو بما يقاربها، وذلك إمعاناً من العدو بزيادة معاناة الشعب اليمني، إلا أنه هذه المرة هناك أسباب أخرى أدت إلى تفاقم الأزمة، فقد اتخذت حكومة الفنادق مؤخراً قراراً بتولي شركة النفط في عدن استيراد وتوزيع وتسويق النفط، وفرضوا تسعيرتين: واحدة للمناطق المحتلة، وأخرى بمبلغ مضاعف لمناطق جغرافيا السيادة الوطنية، وحدثت خلافات بهذا الشأن ولم تحل المشكلة إلى الآن.
بالإضافة إلى أن ما يحدث في الطرق البرية أيضاً تسبب في إطالة أمد المعاناة، ففي حضرموت قامت ما تسمى «الهبة الحضرمية» باحتجاز القاطرات، والعجيب أنهم فعلوا ذلك تعبيراً عن سخطهم إزاء أزمة الوقود وتردي الأوضاع وسوء الحالة المعيشية، بينما لو أن الغرض تصحيح ومعالجة الوضع يفترض بـ»الهبة الحضرمية» أن تكون في وجه العدوان المحتل وأن تعمل على وقف عمليات نهب النفط الخام اليمني من خلال وقف تصديره لاسيما في ظل عدم توريد قيمة الصادرات النفطية إلى البنك المركزي، وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع سعر الدولار وانخفاض الريال وتدهور الأوضاع، لكن دول العدوان تمكنت من حرف البوصلة، وبدلاً من أن يثمر السخط الشعبي في تحسين الأوضاع زادت سوءاً.
ومن ناحية أخرى، قام المرتزقة بقطع أهم الطرق في المناطق التي تحت سيطرتهم وفي مناطق الاشتباك في حدود شبوة /البيضاء /مأرب.
بالإضافة إلى أن النقاط الرسمية وغير الرسمية في المناطق المحتلة تفرض جبايات غير رسمية على كل القاطرات وبمبالغ باهظة جداً، إذ تصل الجبايات في تلك النقاط إلى نصف قيمة حمولة القاطرة تقريباً.
أما عن حكومة الإنقاذ فكانت أخطاؤها تكمن في عدم وجود احتياطي رغم أن كل ما ذكر سابقاً متوقع حدوثه في أي لحظة، أيضاً لم نشهد أي حلول وبدائل ومعالجات وإدارة صحيحة للأزمة، كما لم نر برنامجاً تنفيذياً وتحركاً على أوسع نطاق (دبلوماسي، سياسي، إعلامي، شعبي...) يصاحبه ضغط عسكري يؤدي إلى وقف جرائم القرصنة البحرية التي يرتكبها تحالف العدوان منذ أعوام.
الشعب هو المستهدف، ونعلم أن قيادتنا وقواتنا لم ولن تقف مكتوفة الأيدي، ولذلك نفوض قيادتنا وقواتنا البرية والبحرية والجوية بالتفاوض مع دول وأدوات العدوان بطريقتهم الخاصة، فهي اللغة الوحيدة التي يفهمونها.

أترك تعليقاً

التعليقات