السقوط الوشيك
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
عندما توجه ضربات لخصمك تجعله يترنح، وبدلا من أن تسقطه تبادر بمصافحته وتعطيه فرصة ليستعيد توازنه وتطلب منه أن يكف أذاه عنك، لكنه يأبى ويستمر في مهاجمتك بشكل أقبح من ذي قبل، فتسقطه أرضا ثم تمد يديك لإنقاذه، فيقوم ويعاود الاعتداء عليك، فتسقطه تارة أخرى وتكرر دعوتك للسلام وتحذره بأنك بت قادراً بفضل الله على تدميره، فيتجاهل تحذيراتك ويفسر جنوحك للسلام بأنه ضعف ويستمر في حماقاته مستعينا بدول عظمى، وتستمر في إسقاطه وتحذيره في آن واحد... حتى يصل إلى مرحلة العجز الكلي، فهذا يعني أن العدو مجبر على الاستمرار حتى النهاية، ولا يملك قرار نفسه، تماما كالعبد الذي لا يستطيع اتخاذ قرار بمنأى عن سيده.
كما أن تكرار التحذيرات وعدم الانقضاض على الخصم والإجهاز عليه يشير إلى أن قائد الثورة لم يتعامل مع السعودية كخصم، وإنما باعتبارها بلداً مسلماً وعربياً، وخصمنا هم حكامها من صهاينة العرب، وتدمير منشآتها الحيوية تعتبر خسارة فادحة للأمتين الإسلامية والعربية ونكبة شديدة لشعب نجد والحجاز المغلوب على أمره.
ولذلك لاحظنا قواتنا الصاروخية وطيراننا المسير تدرجوا في استهداف العمق السعودي إلى أن وصلنا إلى المرحلة السادسة لتوازن الردع بشكل تصاعدي، من حيث حجم وقوة الضربات في كل مرحلة، وقلصت الفترة الزمنية بين الضربة والأخرى في كل مرحلة حتى باتت توجه عدة ضربات في يوم واحد. ولاحظنا أيضا أن استهداف أي منشأة يتم بقليل من الطائرات المسيرة باعتبارها رسائل تحذيرية ردعية لا تهدف إلى تدمير شامل للمنشأة، بينما بإمكاننا بفضل الله التركيز على أحد الأهداف الكبيرة من خلال توجيه كل الطائرات المسيرة التي تقصف عشرة إلى عشرين هدفاً لتقصف هدفاً واحداً خلال ساعات فتدمره كليا، بمعنى آخر أن كل الأضرار الطفيفة والمتوسطة التي تصيب عدة أهداف ستجتمع في هدف واحد، وهذا كفيل بتدميره كليا، ثم الانتقال لهدف آخر حتى تصاب المملكة بالعجز الكلي. وأعتقد أن هذا الذي سيتم في حال لم يتوقف العدوان واضطرت قيادتنا لدخول مرحلة الوجع الأكبر وعندها لن يقتصر الأمر على تكثيف الهجوم جوا بشكل تصاعدي غير مسبوق، بل سنستخدم خلالها كثيراً من الأسلحة التي لم يتم الكشف عنها حتى اللحظة، كالطوربيدات البحرية وغيرها من الأسلحة الفتاكة، وفي معارك التحرير البرية رغم ما فيها من انتصارات تفوق الخيال، إلا أن قائد الثورة أيضا تعامل مع المرتزقة بأخلاق المسيرة القرآنية، فقبل تحرير أي منطقة يوجه سيد الثورة المعنيين بالتواصل والتفاوض مع أهالي وأعيان ومشايخ وقبائل المنطقة على أمل أن يسهم ذلك في حقن الدماء، وأثناء القتال يوصي قائدنا أبطال الجيش واللجان بترك منفذ لهروب الخصم.
وتتكرر الفرص والمفاوضات والمبادرات قبل خوض أي معركة إلى أن تصبح المواجهة حتمية وخياراً وحيداً، ولم يتجبروا ويتكبروا ويتغطرسوا بعد أي انتصار.
وفيما يخص السعودية، ما زلنا ننتظر أن تتعقل أمريكا وبريطانيا، باعتبارهم المشغلين لآل سعود، لاسيما بعد أن أصيبت بقرتهم الحلوب بجراح عديدة، وعليهم التوقف في حال أرادوا الحفاظ عليها، خاصة بعد أن عجزوا عن حمايتها وفشلوا في قمع أبطال اليمن.
عليهم أن يفعلوا ذلك قبل أن تصاب السعودية بجراح بليغة يصعب التعافي منها.
وإذا لم تقم أمريكا بهذا فالحل الآخر يكمن في انتفاضة شعب نجد والحجاز ضد هذه الأسرة المحتلة لأرضهم والناهبة لثرواتهم والمنتهكة لحقوقهم، قبل أن يتسبب ملك الزهايمر وولي عهده الدب الداشر بما لا تحمد عقباه.

أترك تعليقاً

التعليقات