دنبوع اليانكي!
 

أنس القاضي

أنــس القـاضــي / لا ميديا -

رجلنا هو المفهوم المُحسن للعميل والمرتزق والخائن، هكذا نظرت الولايات المتحدة إلى هادي، دُمية لا يرد لهم طلباً، فمن واشنطن هُندست عملية الانتقال السياسي بين صالح وهادي؛ بعد زيارة صالح آنذاك إلى أمريكا عاد موافقاً على المبادرة الخليجية.
تقرير مجموعة الأزمات الدولية (التابع للاتحاد الأوروبي) الموسوم بـ"إنهاء مستنقع اليمن، دروس لواشنطن للاستفادة من 4 سنوات من الحرب في اليمن"، والصادر في 15 أبريل 2019، يكشف حقيقة النظرة الأمريكية نحو هادي، وهذا التقرير أعد بعد إجراء مقابلات مع عشرات القيادات الأمريكية في إدارتي أوباما سابقاً وترامب حالياً، منهم قيادات وموظفون مايزالون في الخدمة.
التقرير يُعد "إيجابياً" بالنسبة إلى الجهة الصادر عنها "الاتحاد الأوروبي"، وعدد من دول هذا الاتحاد تبيع الأسلحة إلى السعودية، ومتورطة في العدوان بشكل أو بآخر؛ فهذا التقرير يفند كثيراً من الادعاءات والتصورات التي حاول تحالف العدوان خلقها، وبالتالي الاستفادة منها في تبرير عدوانه الذي لا شرعية له. 
يورد التقرير أن "المملكة السعودية وشركاءها في الخليج مهتمون بمصير هادي ولعبوا دوراً حاسماً في دعم الانتخابات غير التنافسية التي جعلت هادي رئيساً مؤقتاً في فبراير 2012".
ومنبع هذا الاهتمام بالطبع ليست العميلة الديمقراطية المُستخدمة عادة شِعاراً لتبرير الحروب الأمريكية، فهادي لم يصعد بطريقة ديمقراطية، بل ينبع هذا الاهتمام من حيث كون هادي دمية! 
عندما انتصرت الثورة الشعبية 21 أيلول 2014م، رأت واشنطن في إسقاط هادي خسارة معيبة كونه شريكاً ذا قيمة في "مكافحة الإرهاب"؛ تحت هذا العنوان "محاربة الإرهاب" يصف تقرير مجموعة إدارة الأزمات هلع الأمريكيين على خسارة هادي؛ إلا أن أحد المسؤولين الأمريكيين كان شجاعاً ليوضح أن علاقة هادي بالأمريكيين تقرأ من باب التبعية لا الشراكة في المصالح الندية المشروعة.
ويأتي في التقرير ما يلي بالنص: "علاوة على ذلك، من منظور عملي براغماتي مصلحي، الكثير من مسؤولي الولايات المتحدة اعتبروا هادي رجلهم وأفضل بكثير من علي عبد الله صالح، الذي كان محاوراً صعباً... مسؤول آخر قال: "هادي شخص فعل كل ما نريده في مواجهته (يعني الإرهاب)".
يؤكد التقرير أن دافع الحرب كان أكبر من هادي، رغم أنه "رجل أمريكا"، بل دافع الحرب كما يرد في التقرير هو "علاقة أوسع تجمع بين واشنطن والخليج، وخاصة العلاقة بين واشنطن والرياض، من صميم الاستراتيجية الأمريكية، من أجل حماية مصالح الولايات المتحدة النفطية والأمنية في المنطقة". 
وفي هذه الحالة كان الاستنتاج الذي توصلت إليه مجموعة إدارة الأزمات منطقياً: 
"لقد رأوا حكومة هادي أكثر شرعية من التمرد الحوثي الذي هزمه واعتبروه غير قانوني. ورأوا في تحجج هادي بالدفاع عن النفس وطلبه التدخل من قبل التحالف، مبرراً قانونياً".
أي أن الولايات المتحدة الأمريكية حين قارنت بين العميل هادي وبين ثورة ترفع شِعارات الاستقلال، وجدت هادي هو الأفضل، لكن هادي رغم كل ذلك ليس سبباً كافياً لتشن من أجله حروباً، من هنا يأتي دور النفط، وهادي هذه المرة ليس فقط الدمية، بل الذريعة أيضاً.

أترك تعليقاً

التعليقات