أنس القاضي

أنس القاضي / لا ميديا -

كحجر سحري يبحث عنه الفلاسفة والمشتغلون في الكيمياء من أجل تحويل الترب إلى ذهب، كل شيء يُصبح أسطورياً وسحرياً وفعالاً في قبضة المقاتل اليمني، بما في ذلك الولاعة! وهذا الجوهر السحري والأسطوري لدى مجاهدي الجيش واللجان الشعبية هو الإيمان والإخلاص والاستعداد للتضحية الواعية، كأبرز السمات التي يتحلى بها مقاتلونا. فمن الولاعة تُصنع انتصارات عظيمة وتُذل تقنيات إمبريالية حديثة. هذا السلاح الخطير ببساطته وعاديته، ما يميزه أيضاً أنه ليس سلاحاً وليس ذا قيمة عسكرية قبل أن يظهر في عدسات الإعلام الحربي اليمني، ولا يُمكن نسب انتصار الرجال الذين يستخدمونه لدولة ما، رغم أن المقاتل اليمني من حقه أن يستخدم أي سلاح يمكنه الوصول إليه، فمسألة الاتهام بأن الصواريخ الباليستية هي إيرانية الصنع تهمة سامجة، لأن السعودية لا تصنع سلاحها في خيام البدو، ولأن الإنسان المقاتل هو من يستخدم السلاح ويوجهه، ولا هوية للسلاح بل لحامله.
وهنا نتذكر خطاب الرئيس الشهيد صالح الصماد بأن اليمن مستعدة أن تشتري السلاح للدفاع عن ذاتها من أي بلد قادر على إيصاله إلى اليمن، ومازال هذا العرض مفتوحاً، فليس اليمني هو الذي يخشى أن يستخدم السلاح الأجنبي حتى لا يُقال إنه يستخدم سلاحاً أجنبياً، بل إن الروسي والإيراني والصيني هو الذي لا يجرؤ على بيع الجمهورية اليمنية الأسلحة، فحظر بيع السلاح هو على شخصيات يمنية مدرجة في قائمة العقوبات، وليس على وزارة الدفاع اليمنية. إلا أن الإيجابي في خشية العالم من تسليح اليمنيين هو اطراد شجاعة شعبنا وقيادتنا الثورية في التوجه نحو التصنيع والتطوير الحربي.
 إن حديث قائد الثورة الأخير عن الولاعة له مغزى هام، وهذا المغزى هو توجيه الجيش واللجان الشعبية للتصعيد في جبهات ما وراء الحدود، حيث إن العدو في هذه الجبهات بشكل رئيسي يترك آلياته هارباً فيأتي اليمني ليُحرقها بالولاعة، فالتصور النفسي الذي خامر السيد وهو يتحدث عن الولاعة كان تصور مشاهدٍ للمجاهدين وهم يحرقون آليات العدو في الجبهة التي ارتبطت بالولاعة والتي ظهرت فيها الولاعة، وهي الجبهة الحدودية. 
إن القيم الإنسانية والثورية والوطنية وفق المفاهيم الاجتماعية والمعايير النضالية، المرادفة للإخلاص الجهادي لدين الله ونصرة المُستضعفين بالمفاهيم الإيمانية ومعايير الأخلاق الربانية، تتجسد هذه القيم في الاستعداد للشهادة والتضحية عن قناعة، ووعي بخطورة الواقع الذي تتطلبه هذه التضحية. ذهاب إلى الجبهة دون تمني الرجوع، ولا انتظار مُقابل، ودون تفكير حتى بمصير الأحبة من بعد هذا الرحيل، من أجل حرية الإنسان واستقلال الوطن، وضد استغلال الانسان لأخيه الانسان على المستوى المادي، الذي يؤدي إلى امتهان كرامته واستلاب وجدانه على المستوى الروحي. بهذا الجوهر الروحي يقاتل أبطال الجيش واللجان الشعبية، ويصنعون الانتصارات ويخلدون ذكرهم في سجل التاريخ ويحيون بعدهم مجتمعات: "وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل". 

أترك تعليقاً

التعليقات