شرف حجر

 شرف حجر / لا ميديا -

ملخـص لما سبق:
قلت في الحلقة السابقة إنني التقيت أحد الشخصيات وكان عضوا في المكتب السياسي لأنصار الله، وشرحت له قضيتي، وبعد أن تأكد من كل شيء بنفسه قبل أن يتدخل في الموضوع، طلب مني أن أجهز شكواي مع المرفقات ليوصلها إلى السيد وسيتابع وصولها إليه شخصياً.
غادرت اللقاء، وفي اليوم نفسه جهزت الشكوى مع المرفقات وسلمتها لعضو المكتب السياسي وانتظرت ما سيحدث!
- أول ليلة في رمضان اتصل بي عضو المكتب السياسي مبشراً إياي بأن الرد وصل من السيد عبدالملك، وموضوعك يا شرف حُسم، نلتقي بعد العشاء في مكتبي.
حمدت الله من كل قلبي أن السيد أجابني بعد عشرات الشكاوى ومئات الأيام من الانتظار؛ غير أني حينها لم أستطع الانتظار. أفطرت على عجل وصليت المغرب وتحركت إلى مكتب عضو المكتب السياسي أنتظر وصوله بفارغ الصبر. وصل الرجل قرابة الساعة الثامنة والنصف، ونزل من سيارته مع مرافقيه، واستقبلني مبتسماً قائلاً: ألم أقل لك إن السيد عبدالملك لا يمكن أن يقبل بظلم أحد مهما كان الأمر؟!
دخلنا المكتب، وحضر صديق عضو المكتب السياسي، والذي ذكرتهُ مسبقاً وكان حاضراً عند أول لقاء بيننا. جلسنا في مكتب لوحدنا، فقد كان هناك أناس كثيرون حضروا منتظرين عضو المكتب السياسي. بدأ بمخاطبتي قائلاً: شوف يا شرف، ما حصل لك مؤلم للجميع ولا نقبل به، وهذا هو الحق، ولهذا قامت ثورة الـ21، ولهذا قامت المسيرة القرآنية على الحق والعدل، وصلني الرد على شكواك وموضوعك حُسم بتوجيه من السيد عبدالملك، وتم تكليفي أنا والأخ المجاهد عضو المكتب السياسي لأنصار الله فلان... وأريد منك الآتي: سيتم لقاء يحضر فيه المشكو به (سلام الله عليه) وبحضور المُكلف من قبل السيد عبدالملك، وعندما تلتقي بـ"سلام الله عليه" أريدك أن تقول لهُ حرفياً: "أنا لا أريد إلا الإنصاف وأنتم قياداتنا". ثم أردف قائلاً لي: يا شرف، ما هو صح رغم ما حصل أن احنا نجعل بيننا وبين القيادة مواقف تحكيم ورضا وهجر وبقر!
أجبته: لا أريد بقر ولا أريد شيئاً، فقط يرفع ظلمه عني وينصفني، ولا أريد شيئا غير ذلك.
قال لي: تمام، اتفقنا، ولا تزيد كلمة واحدة على ما قلت لك، وستجتمعون في مكان يحدده عضو المكتب السياسي لأنصار الله المُكلف من قبل السيد، وسيحضر معك الأستاذ أحمد... وهو صديق عضو المكتب السياسي، و"سلام الله عليه" سيوقع حكمك وينصفك ويردك إلى عملك ويصرف كل حقوقك حسب توجيه السيد عبدالملك (حفظه الله).
ثم أخذ تلفونه واتصل بالمُكلف من السيد، عضو المكتب السياسي، قائلاً له: لقد تفاهمت مع شرف حجر على كل شيء وماذا يقول وما سيتم، وسأعطيه رقمكم وأرسل لكم رقمه، وسيتصل بكم غداً حسب الموعد المحدد إن شاء الله.
انتهى اللقاء وأنا لا أصدق أن رد سيد الثورة وصل، وأن معاناتي ستنتهي ومظلوميتي يتم إنهاؤها. حمدت الله وشكرته. نسقت مع الأستاذ أحمد على أن نلتقي ونتحرك للموعد واللقاء حسب ما تم الاتفاق عليه. لم أحتمل التأخير، من إبلاغ والدتي (رحمة الله عليها)، والتي كانت مازالت على قيد الحياة، بالخبر، فقد كانت تعيش معي المعاناة وتتألم على ما لحق بولدها وتعيش حزناً أكثر من حُزني على نفسي. كانت بلسم الجراح الذي يداويني (رحمها الله رحمة الأبرار).
- في ظهر اليوم الثاني من رمضان التقيت بمن سيحضر معي حسب الاتفاق، الأستاذ أحمد، وتحركنا إلى المكان المحدد، واتصلنا بعضو المكتب السياسي الذي كلفه السيد، من الظهر حتى قرب المغرب، والموعد كان بعد صلاة الظهر؛ لكن لم يجب أحد، حتى بدأ "الدريس" قبل المغرب، فتحركنا وافترقنا كلاً إلى بيته للإفطار، متفقين أن نلتقي بعد العشاء لنرجع إلى عضو المكتب السياسي الذي أبلغنا بالتوجيهات لنبلغهُ أننا ذهبنا حسب الموعد وانتظرنا من الظهر إلى المغرب إلا أن عضو المكتب السياسي المُكلف من السيد لم يجب على اتصالاتنا.
التقينا وذهبنا لمكتب عضو المكتب السياسي وأبلغناه بما حصل، فقال: لا بأس، أنا سأتصل به، ربما حصل أمر أو استجد شيء، تابعوه حتى تلتقوا به.
- في الساعة الحادية عشرة ليلاً اتصل عضو المكتب السياسي الذي ذهبنا للقائه حسب التوجيه معتذراً أنهُ حصل ما منع حضوره حسب الموعد، وأنهُ سيتصل بنا في اليوم التالي.
وهكذا استمررت في المتابعة يومياً؛ لكن لم يعد أحد يجيب، وكنت أذهب يومياً لإبلاغ عضو المكتب السياسي الذي أبلغني بتوجيهات السيد، وفي كل مرة كان يقول لي: سهل، تابع ويكون كل خير.
وظللت في متابعة مستمرة طوال شهر رمضان، ثم أتى العيد وليته لم يأتِ؛ فلم أكن أجد ما أشتري به بعض المتطلبات لأولادي، بسبب ما نالني من ظلم وتنكيل وتضييع ومماطلة ألحقت بي الضرر الكبير وخسرت كل شيء، واستمررت على أمل إنصاف السيد القائد لي.
- انتهت إجازة العيد، فاتصلت بعضو المكتب السياسي الذي كان سيجمع بيني وبين من ظلمني (سلام الله عليه)، فكان يجيبني ويقسم إنهُ متألم بشكل كبير ومصدوم جداً لأن "سلام الله عليه" "رفض تنفيذ التوجيه والحضور"، ولم يكن عضو المكتب السياسي يدري كيف يجيبني ويخبرني بذلك وأنهُ مع المُكلف الثاني والقائم بأعمال الرئيس الصماد في المكتب السياسي لأنصار الله سيرفعون تقريراً إلى السيد القائد يوضحون فيه ما حصل وينتظرون التوجيهات.
كنت أنا حينها مصدوماً، ولم أستوعب ما أسمع؛ هل معقول أن هناك من يدعي التحاف عباءة الجهاد والالتحاق بركب المسيرة القرآنية، بينما هو يكابر ويمتنع عن الامتثال للحق والإنصاف وتوجيهات السيد القائد؟!
استمررت لأسابيع وأنا أتابع عضو المكتب السياسي، وكان يرد عليّ بأنهم رفعوا تقريراً إلى السيد، لكن لم يصلهم أي رد بعد، كما أنهم اجتمعوا ثلاثتهم وناقشوا الأمر وسيرفعون تقريرا للمرة الثانية. وقد أُبلغت برفع التقرير الثاني عقب أسبوعين تقريباً من بعد رمضان بشهر، وقالوا إنهم رفعوا التقرير الثاني؛ غير أن "سلام الله عليه" المشكو به تدخل وسحب تقريرهم من البريد الذي يرفع إلى السيد عبدالملك.
كنت مذهولاً مما سمعت، فقلت لعضو المكتب السياسي المُكلف والذي أوصل الشكوى إلى السيد: إيش هذا الكلام؟! وكيف يعقل هكذا تصرفات؟!
طلب مني تجهيز شكوى جديدة سيرفعها بطريقته وبما يضمن وصولها إلى السيد عبدالملك. وفعلاً قمت بما طلبه مني، وجهزت الشكوى وسلمتها له مع ملف المرفقات.
- بداية أيلول/ سبتمبر 2019، جاء توجيه جديد من السيد عبدالملك وتكليف لجنة تحت إشراف المجاهد الرئيس (حفظه الله) وعضو المكتب السياسي الذي أوصل الشكوى ومسؤول في أنصار الله من طاقم الرئيس ضمن اللجنة المُكلفة بالقضية. وصلني أن الرئيس (رعاه الله) تواصل بنائب الوزير الذي كان مُكلفاً ومطلعاً على القضية منذ بدايتها وصاحب التقرير فيها، وتحدث إليه واستفسر منه بشأن القضية، وأن نائب الوزير تحدث بما في ذمته بالتفصيل، وأن الرئيس سأل: كيف يُعقل أن يحصل هذا؟! ولماذا؟! وما هو الحل برأيه؟!... تفاصيل كثيرة وصلتني، ومنها أن الرئيس أبدى جدية في إنصافي وإنهاء مظلوميتي وحل مشكلتي.
- بعد ذلك قام الرئيس بتكليف الاثنين المُكلفين تحت إشرافه بالتواصل مع "سلام الله عليه" المشكو به، وفعلاً تواصلوا مع "سلام الله عليه" فأجابهم بأنهُ كلف (ع . د)؛ لكنه طرح كلاماً مغلوطاً وغير صحيح البتة عن القضية.


أترك تعليقاً

التعليقات