شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -

ملخص لما سبق:
قلت في الحلقة السابقة إنني قصدت كل من تمكنت أن ألتقيه، وكانوا قائمة طويلة من قيادات الصف الأول في أنصار الله ووزراء ومحافظين وقادة عسكريين وعلماء ونواباً وغيرهم، قرابة الـ71 شخصية، وطرحت عليهم قضيتي وتقرير وحكم المُكلفين من قبل "سلام الله عليه"، وقد صنفتهم إلى 4 مجموعات وفق ما حدث لي معهم بخصوص قضيتي، وقد تحدثت في الحلقة السابقة عن المجموعتين الأولى والثانية، ونستكمل فيما يلي المجموعتين الثالثة والرابعة.

ـ المجموعة الثالثة: الشيء أيضاً نفسه حدث معهم، حيث لم يكونوا يصدقونني، لكن عندما يطلعون على تقرير نائب الوزير وحكم المُكلف من قبل "سلام الله عليه" يستغربون وينصدمون، ويقولون لي: اترك لنا فرصة نشوف "سلام الله عليه". ومنهم من أراد أن يتأكد من صحة التقرير قبل أن يبدي أي موقف، لكن في النهاية كانوا كسابقيهم، حيث لم يعد أحد منهم يجيب على اتصالاتي أو يقابلني.
ـ المجموعة الرابعة: وهم كأصحاب المجموعات الثلاث السابقة، في بداية الأمر لم يكونوا يصدقون ما أقوله لهم، لكن عندما عرضت عليهم تقرير نائب الوزير وحكم المُكلف من "سلام الله عليه" أدانوا ما حصل لي وأحزنهم الأمر، ووعدوا بأنهم سيتواصلون ويلتقون بـ"سلام الله عليه" للبحث عن حل للقضية، وبعد ذلك كنت أتابعهم باستمرار، لكن لا أحد منهم يجيب علي، بل إن البعض الذين أجابوني، كانوا يقولون لي: الله يسامحك، اتصلت بـ"سلام الله عليه" وتكلمت معه بشأن موضوعك، وقال لي سنلتقي ونتحدث في هذا الأمر، لكن بعد ذلك لم يعد يجيب علينا من تحت رأسك!!
قرابة الخمسة الأشهر من أواخر عام 2018 والثلاثة الأشهر الأولى من عام 2019، وأنا أطرح قضيتي، على أمل أن أجد من القيادات والمسؤولين والوجهاء من يستطيع مراجعة "سلام الله عليه" وأن ينصفني ويرفع ظلمه عني؛ ولكن دون فائدة.
كما سبق وقلت فقد كان هناك من لم يكن يريد تكدير علاقته بـ"سلام الله عليه".
وأمام كل ذلك، فقد ظهر لي أن ما ورد في محاضرات الشهيد القائد "رضوان الله عليه" عن موقف الحق وكلمة الحق ونصرة المظلوم لايزال مجرد حبر على ورق وكلام تنظيري لا وجود له على أرض الواقع، خاصة لدى بعض المتشدقين بالهوية الإيمانية والتخلق بقيم وسلوكيات المسيرة القرآنية، باستثناء بعض المؤمنين الشجعان في موكب المسيرة ممن لا يخشون قول كلمة الحق وموقف الحق، وقد مررت بمواقف مع أشخاص سأذكر منها ما يستحق إطلاعكم عليه.
 كنت قد وصلت لقناعة بعد مروري على عدد ممن طرحت عليهم مظلوميتي ولم يفعلوا شيئاً أنهُ لن يأخذ بحقي وينصفني غير سيد الثورة.
حتى من أجابني من الأشخاص الذين سبق ذكرهم، فهناك البعض عرفت منهم أن "سلام الله عليه" طلب منهم عدم التدخل، وهؤلاء هم الفئة التي يستطيع البهررة فوقهم، بينما البعض الآخر كان "سلام الله عليه" يتحرج منهم، ويجيبهم بأنه سيحل الموضوع. أما الفئة الأخيرة من هؤلاء الأشخاص فقد أنكروا القضية تماماً، بعد أن طلب منهم ألا يصدقوني وكذبوا كل ما هو مثبت.
 كنت أطلب منهم إيصال شكواي إلى سيد الثورة، والسيد هو من سيأخذ بحقي وينصفني ممن ظلمني. والمخيف أن كثيراً منهم قادرون على لقاء السيد أو التواصل معه أو إيصال الشكوى المكتوبة، ويستطيعون أن يوصلوا ورقتين كتبت فيها ما أعانيه وشكواي للسيد القائد بما حصل لي، لكنهم للأسف تنصلوا عن ذلك ولم يفعلوا شيئاً.
وهؤلاء هم عشرات من قيادات الصف الأول، نخبة البلاد اليوم، لا أحد منهم يقدر أو يريد على أن ينقل حقيقة مثبتة وشكوى بالبراهين إلى سيد الثورة! هؤلاء هم بطانة قائد الثورة، فما هو عملهم؟! وأين حرصهم على أن يكونوا صلة الوصل بين السيد المولى وشعبه؟!
الله المستعان! زادوا في ظلمي، وضاعفوا همي وضيقي. هذه الحقيقة التي كشفت قسوتها بوجهي وكانت صادمة.
 أحد الوجاهات، وهو متزوج بشقيقة السيد القائد (حفظه الله)، طرحت عليه قضيتي، لكنه في البداية كذبني وكان على وشك طردي، بعدها عرضت عليه تقرير نائب الوزير والشيخ المُكلف من "سلام الله عليه"، فتصفح ما عرضت من الوثائق، ثم اعتذر لي، معبراً عن شعوره بالصدمة من مظلوميتي.
قلت له: لا أريد منكم شيئاً، فقط أوصلوا هذه الشكوى إلى سيد الثورة وهو من سينصفني.
طلب مني فرصة يومين، لكن بعدها لم أعد أستطيع لقاءه. أرسلت له رسالة أعاتبه فيها بكل احترام، فرد عليَّ برسالة نصية قائلاً: والله لو كان بيدي شيء لأنصفتك ورفعت الظلم عنك.
حسبي الله ونعم الوكيل! هو قادر على إيصال شكواي إلى يد سيد الثورة، وكثر الله خيره، لا أريد أكثر من ذلك.
هؤلاء، للأسف، نموذج القيادات المقربة من المولى، لا يتحملون أي مسؤولية بحكم موقعهم ليعينوا السيد. وهناك رجال صادقون يعلمهم الله. وأنا لم يُكتب لي أن ألتقيهم، عدا أشخاصاً بعدد أصابع الكف الواحدة. كيف سيصل صوت المستضعفين إلى سيد الثورة (حفظه الله)؟! فلو كان من حول السيد المولى "نصره الله" كما يجب أن يكونوا بطانة صالحة تُعينه وتخفف عنه، فمن مواقعهم يقدرون -لو تحركوا بصدق- على معالجة مئات القضايا يومياً انطلاقاً من المسؤولية الموكلة إليهم وقربهم من سيد الثورة، ولكنهم لا يفعلون شيئاً، ولا يهتمون للمستضعفين، وأصبحوا يعيشون هموم المسؤولية، ومسختهم الديولة والعلاقات البرجوازية، ويحتجبون عن الناس، وهكذا تقطعت السُبل بمن لا وساطة له.
 شخصية وطنية، وهو رجل متواضع وعضو مكتب سياسي لأنصار الله، واليوم يتبوأ منصب رئيس جهاز مهم من أجهزة السلطة، وافق على لقائي. طرحت عليه قضيتي، فلم يصدق في البداية، بل إنه استنكر كلامي بطريقة مؤدبة، فأخرجت له تقرير نائب الوزير وحكم من كلفهم "سلام الله عليه". اطلع بتمعن، ودون أن يتكلم أخذ تلفونه واتصل بنائب الوزير وتحدث إليه ومكبر صوت تلفون مفتوح.
قال مخاطباً نائب الوزير: السلام عليكم، كيف حالك؟ كيف حالك يا أخي؟! وصلني شرف حجر وطرح عليَّ قضيته، ولم أصدق ما سمعته، ولا أقصد تكذيب الرجل "يقصد أنا" بما قال، ولكن ما سمعت منه كلام كبير، كما أنه عرض عليَّ تقريراً موقعاً منك، هل هذا التقرير تقريرك والتوقيع توقيعك؟!
فأجاب نائب الوزير: نعم، تقريري وتوقيعي.
حينها تغيرت صورة عضو المكتب السياسي، وكان من الرجال الصادقين "رعاه الله"، أغلق مكبر الصوت، وسمعته يقول لنائب الوزير: ايش هذه الفضيحة؟! وليش ما تراجع "سلام الله عليه" وأنت صاحبه؟!
لم أسمع ماذا رد عليه نائب الوزير، وانتهت المكالمة.
بعدها أجرى اتصالاً آخر ومكبر الصوت مفتوح، يبدو أنها تحويلة، فقال: ألو! معك فلان، أين صاحبنا؟
رد موظف التحويلة: أهلاً يا أستاذ، الآن أحولكم.
رن الهاتف مرتين، ثم قال مستقبل الاتصال وكان "سلام الله عليه": الو!
رد عضو المكتب السياسي: الو! كيف حالك يا سيدي!
فقال "سلام الله عليه": الحمد لله، كيف حالكم؟ كيف الوالد؟
فقال عضو المكتب السياسي: الحمد لله، يسلموا عليك، متى عتزورهم؟ منتظرين لكم.
ثم قال المتصل الذي أنا عنده لـ"سلام الله عليه": يا سيدي قضية شرف حجر...
صدمني أن "سلام الله عليه" في البداية حاول الإنكار وأنهُ لا يعرفني، ليرد عليه المتصل: يا سيدي شرف حجر الذي استدعيتموه واتهمتوه وكلفتم فلان وفلان وتقريرهم وحكم موقعة ومختومة بين يدي.
فرد "سلام الله عليه" بصوت مرتبك: أيوه! أيوه يا أستاذ! أنا سأحل الموضوع خلال أسبوع.

أترك تعليقاً

التعليقات