شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
قبلت بالمُحكّم المُكلف الجديد من قبل "سلام الله عليه" مع استمرار نائب الوزير المحكم السابق في الإشراف حتى الانتهاء. اجتمع المُكلف الجديد مع نائب الوزير و"سلام الله عليه" في حديقة جامع الشعب، وكان أول شيء قاله المحكم الجديد لـ"سلام الله عليه": كيف تتهم الرجل وتعمم عليه وتهينونه قبل أن تتأكد من التهمة، ويكون بيدك دليل عليه؟!... عرفت أن هذا المحكم رجل صح، وطلب تقريراً شاملاً للفترة السابقة من نائب الوزير.
جهز نائب الوزير تقريراً موقعاً من قبله أوضح فيه مجريات القضية منذ أول لحظة، كونه أحد الحاضرين يوم اتهامي وثبوت براءتي، وله اطلاع على أول ستة أشهر للمُكلف الأول، وما حصل من ظلم واستهداف وسوء نحوي على يد مدير مكتب "سلام الله عليه"، حتى أصبح بعد ذلك محكماً ومُكلفاً حتى سلم القضية للمحكم والمُكلف الجديد الذي ذكرته سابقاً.
التقرير الذي صدر ورد فيه اتهامي وما هي التهمة وثبوت براءتي في لحظة اتهامي نفسها، وما حصل لي كما ذكرت في الحلقات الأولى. استلمت نسخة من التقرير وفكرت في لقاء أقربائي وأهلي، الذين كانوا لأكثر من 300 يوم يتهامسون خلف ظهري، ويتهمونني بأنني فضحتهم ولم يسألوا عني وتخلوا عني، لأنهم ينظرون إلى "سلام الله عليه" على أنهُ علم من أعلام المسيرة لا يخطئ، وما قاله في حقي لا يقبل الخطأ، فلم يكونوا ليصدقوني قبل صدور التقرير مهما دافعت عن نفسي.
تحملت الغلائب والتهمة التي كسرتني في نفسي وأوجعتني لمئات الأيام، وكنت أسير بين الناس مكلوماً ومهموماً ومتألماً، وأرى في عيون الجميع نظرات فيها الكثير والكثير مما يزيد من ظلمي. تحملت وصبرت مجبراً، لم يكن ليصدقني أحد.
بعد فترة من استلامي التقرير الذي أثبت براءتي زرت أهلي وأقربائي وعاتبتهم عتاباً لا يعفيهم من خذلانهم لي وتفرجهم علي، ولم أقل الكثير. وصلت إليهم وكانوا مجتمعين في مقيل أحدهم وهو من المسؤولين في دولة الأنصار إلى اليوم. وحين وصلت إليهم شعرت في نظراتهم أن كل واحد يكلم الآخر صمتاً بالقول: ما الذي جاء بهذا؟! وما يشتي؟!
لم أكن أريد منهم شيئاً غير أن يعرفوا أنهم ظلموني بظنونهم وأخطؤوا بتصديقهم ما قيل عني من "سلام الله عليه"، وأذنبوا عندما تخلوا عني حتى لو كنت ارتكبت ما قيل عني ظلماً. سلمت عليهم وظلوا ساكتين، ثم أخرجت التقرير وسلمته للعاقل بينهم ومن يلتقون في منزله. قرأ التقرير وعندما انتهى منه سلمه إلى الذي بجواره، وهكذا حتى مر التقرير على الجميع، وأنا أنظر في وجوههم. لم يكونوا يجدون كلاماً ليقولوه أو كيف يبررون تعاملهم معي.
بعدها تكلم كبيرهم قائلاً: ليش ما جيت توضح لنا وتفهمنا؟!
رددت عليه: هل كنتم ستصدقونني؟! فلو كنتم أهلاً بالفعل لكلفتم أنفسكم وسألتم عني، ووقفتم لنصرتي حتى لو كنت أذنبت! كيف تتخلون عني وأنا ابنكم وأخوكم وبيقولوا ابن حجر؟! الله المستعان عليكم، وأنا بحضوري اليوم لا أريد منكم شيئاً، أردت فقط أن تعرفوا أنكم ظلمتموني وتفرجتم علي.
رد كبيرهم، وهو وزير ومسؤول مقرب من الأنصار ومن "سلام الله عليه" قائلاً: إدي نسخة من التقرير، وكان قد حصل الكثير في الثلاثة الأشهر تلك لدى المُكلف الجديد من بعد استلامه للقضية، واحنا بانروح لـ"سلام الله عليه" و... و... و... و... وأصر على ذلك.
قلت لهُ: سأجهز لك نسخة، وعندما تحتاجها اتصل بي وسأحضرها لك.
غادرت يومها وقد أزحت جبلاً جثم على صدري أكثر من 300 يوم. وبعد بضعة أيام اتصل بي قريبي وأبلغني بأنه حدد موعداً مع "سلام الله عليه"، فالتقيت بقريبي وسلمته نسخة من التقرير. ذهب قريبي والتقى بـ"سلام الله عليه" في نادي ضباط الشرطة، ودار بينهما نقاش، حيث قال قريبي لـ"سلام الله عليه": كيف تفعل بصاحبنا هكذا وتتهمونه؟! كان الواجب أن تتصل بنا وتبلغنا، واحنا أصحابك وتعرفنا.
رد "سلام الله عليه" قائلاً: "أنا غلطت وسأصلح غلطتي، وسأعوضه وأرده إلى عمله، وأرد اعتباره، وغدوة سأستدعي فلاناً نائب الوزير والمحكم الأخير المُكلف من قبلي، ويقدمان لي الحكم سأوقعه وأوجه بتنفيذه. وانتهى اللقاء على هذا الاتفاق".
غادر قريبي اللقاء مع "سلام الله عليه" وأبلغني برد "سلام الله عليه" بأنهُ وعد وخط وجهه وعهد الله أنه سُيصحح كل ما تسبب به وسينصفني ويرد اعتباري ويوجه بتسليمي حقوقي وإعادتي إلى عملي، وأنه سيطلب من المُكلفين أن يقدموا له حكمهم وسيصادق عليه وينصفني. وقريبي مسؤول في الدولة إلى اليوم ومن أنصار الله وشاهد على ما ذكرت. وفي اليوم التالي تواصل قريبي مع "سلام الله عليه"، لكنه لم يجب عليه، واستمر الحال هكذا أكثر من شهرين.
بعدها استدعى "سلام الله عليه" نائب الوزير والمحكم المُكلف، والتقى بهما في حديقة جامع الشعب. أبلغني المُكلفان بالموعد وأخذاني معهما وتركاني فوق السيارة في ميدان السبعين، والتقى الجميع مع "سلام الله عليه"، ودار بينهم نقاش، وكان آخر من كلفهم رجلاً شجاعاً ولا يخشى في الله لومة لائم، قال لـ"سلام الله عليه": اسمع، أنت استدعيتني وكلفتني بقضية ما حصل فيها من اتهام للرجل وعدم إنصافه ورد اعتباره ومعاقبة المتسببين، أنت المسؤول الأول في كل ما حصل، وكل ما حصل إلى اليوم عيب في وجهك، ولا يجوز لك، وبعد تكليفك لي وكل ما ثبت وتم إلى اليوم أنت ملزم بأن تنصف شرف حجر، وترد اعتباره، وتتحمل مسؤولية اتهامك له، وكيف تتهمه قبل أن تتأكد من المعلومة ويكون معك إثبات عليه؟! وأنت أخطأت بتدخلك وإقحام نفسك، وإجبارك لشرف حجر على تحكيمك، وتتحمل مسؤولية التزامك كضمين عن المدعي لديك على شرف حجر.
وقال آخر المُكلفين لـ"سلام الله عليه": قلدك الله يا "أبو..." لو ثبتت التهم على شرف حجر إيش كنت باتفعل به؟!
فرد "سلام الله عليه" أمام من حضر قائلاً: "والله لكنت أضيعه خلف الشمس"!
الله الله والنية السوداء (وهذا الكلام مثبت)!
عرض آخر المحكمين ونائب الوزير مسودة حكم ينصفني، واتفق المجتمعون أن "سلام الله عليه" سيلتقيهم في اليوم التالي، وسيصادق على حكم إنصافي ويوجه بتتفيذه ويرد اعتباري ويردني إلى عملي، ويصحح كل ما تسبب به.
انتهى اللقاء على هذا، وشرح لي نائب الوزير والمحكم الأخير، وبحضور شهود، ما دار في لقائهما مع "سلام الله عليه"، وما تم الاتفاق عليه وما التزم به "سلام الله عليه".
وبحسب الاتفاق اتصل المُكلفان في اليوم التالي بـ"سلام الله عليه"، لكنه لم يعد يجيب عليهما لشهور. اتصل بي آخر المُكلفين قائلاً: أين أنت يا شرف حجر؟
أجبت عليه: موجود.
فطلب مني الحضور إليه على الفور، ولم يوضح ماذا هناك. تحركت إليه برفقة أحد الصادقين، وفور وصولي، قال لي: اسمع، "سلام الله عليه" لم يعد "سلام الله عليه" الذي عرفته عندما كنا مستضعفين ومظلومين!
ثم سلمني ظرفاً وقال لي: هذا حكم موقع ومختوم، ابحث عمن يوصلك إلى السيد عبدالملك، ما جهدي أتحمل ذنب ظلمك، وأنا شاهد بما في ذمتي بين يدي سيدي عبدالملك.
قال لي ذلك، لكنه لم يفصح لي عن حقيقة ما حصل، بل ورفض ذلك.








أترك تعليقاً

التعليقات