سيد الثورة.. وجهتم ولم ينفذوا
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي  (يحفظكم الله).
منذ بداية شهر يناير من العام 2022م حين كلفتم المجاهد السيد يوسف الفيشي «أبو مالك»، وشهادة لله أن الرجل لم يوفر أي جهد ومسعى لتنفيذ الإنصاف ورفع الظلم وإنفاذ توجيهاتكم لحل القضية، ولكن للأسف لم يستجب أحد لمساعيه رغم معرفة الجميع أن أبو مالك الفيشي مبعوث ومكلف بتوجيهات نافذة وصريحة من سيد الثورة (يحفظه الله)، ولا أدري كيف أصف ما حصل من سوء تعامل مع الأمر، لذلك سألتزم بعدم التعليق تجاه ما تم للأسف.
سيد الثورة، ماذا يعني أن تصدر توجيهاتكم وتصل للمعنيين ولا تنفذ؟ وما هي مصلحتهم؟ وماذا يريدون؟ وما هي غايتهم في عدم طي ملف القضية الذي حان إغلاق صفحاتها بعد طول الانتظار؟ وأن تكون خاتمة الأمر فيها بمكاشفة الرأي العام بأن رفع الظلم وتحقيق الإنصاف تم بتوجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله).
استمرت مساعي أبو مالك منذ تاريخ 9/1/2022م وحتى الآن، حسبما أعتقد، رغم الغياب الذي تسببت بهِ مستجدات الأحداث الأخيرة منذ «طوفان الأقصى»، وما بعد ذلك، ولكن للأسف لا أدري كيف أطرح تفاصيل وإثباتات، قناعتي أنهُ من غير المناسب كشفها حالياً، ولكني سأشير بتحفظ وبدون أسماء لحساسية الكلام فقد حصل الكثير منها ما هو قبل تكليف أبو مالك.
عندما يصل توجيهكم قائد الثورة (يحفظكم الله)، ويتم تكليف شخصية كبيرة؛ تعين وتقيل وتحبس وتفرج، وأحد رجالات الدائرة المغلقة للقيادة الثورية، ويتم إبلاغي بموعد اللقاء، حضرت وثلاثة أشخاص آخرين، اثنان منهم شهود بما في ذمتهم وعلى ما تم إلى يومنا هذا، وصلنا للمكان المحدد بعد عدة إجراءات، وعند اللقاء طرح المكلف من قائد الثورة (يحفظه الله) حديثاً، عدة تفاصيل وصولاً إلى قوله إنه مرسل بتوجيه من السيد عبدالملك حاملاً نقاطا واضحة وحاسمة للتنفيذ، وبعد أن سردها، سألني ما ردك يا شرف؟ أجبت بدون أي نقاش بالموافقة على ما أبلغني به عن سيد الثورة (يحفظه الله). وحدد مهلة زمنية لتنفيد ما وجه بهِ السيد القائد مدتها شهران للبت وإنفاذ التوجيهات، طالباً مني التعهد بوقف نشر حلقات القضية، والتزمت بذلك، وعطفاً على كل ما سبق، ويحرر محضر اتفاق يتضمن في بنوده التزامي الصمت، وحرر المحضر وطلبت نسخة منه، لكن تم رفض طلبي على أن تسلم نسخة لشخص آخر ممن كلفهم قائد الثورة، ووافقت.. تمر أيام يتواصل الشخص المعني باستلام نسخة المحضر ليتضح الانقلاب على كل ما تم الاتفاق عليه، ويصل الأمر إلى إنكار ما تم بحضور من حضر وصولاً لقولهم إن السيد عبدالملك «تنصل مما قد تم التوجيه بهِ لإنصافي».. الله المستعان.
كلام لا يقبلهُ عاقل، وحاشاكم من أن تتنصلوا أو تتراجعوا عن إنصاف مظلوم وإغاثة مستغيث في قضية وصلت إليكم وثبتت لديكم وتأكدتم منها وكلفتم اللجان وإصدار التوجيهات، وهذا الكلام عليه شهود وإثباتات.
هذا نزر يسير مما يضج في صدري ولم أفصح عنه حذر العدو مع أنني في حِل ولا يقدر أحد على لومي، لأني أناشدكم سيد الثورة دون الإساءة بأي شكل كان. قال تعالى «لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ وَكانَ اللَّهُ سَميعًا عَليمًا».
سيد الثورة، أنتم تهتمون ولكنكم تحيلون تنفيذ الإنصاف وإنجاز توجيهاتكم إلى موائد اللئام، وبهذا أكون كمن يجري بين أرجل الفيلة طلباً للنجاة.
منذ بداية تشكيل اللجان بتوجيهاتكم سيد الثورة (يحفظكم الله) بدأت مراحل أعذارهم الطويلة، فقد قالوا لي: نحن مشغولون بحرب نهم ومأرب. بعد ذلك قالوا: معنا معركة الساحل، ولأكثر من عامين، وهكذا استمر الحال حتى أتت معركة «طوفان الأقصى»، يا رجال اتقوا الله، أنا مظلوم مغلوب مقهور أعاني، ولا أحد يعرف كيف أحوالنا. قالوا الناس مشغولون بمعركة «غزة». يا غارتاه ما دخل القوة الصاروخية والطيران المسيّر بتنفيذ توجيهاتكم لإنصافي داخل صنعاء، مع أن هؤلاء المكلفين بتنفيذ توجيهاتكم ليس لديهم أي معركة، أمورهم ناجزة، وينتقدون التسويف ويعظون عن مخاطره، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك عندما تكون الأمور لهم ولمصلحتهم، فقط يكيلون بمكيالين ويرفعون في وجهي شعار الصبر ويسردون لي المواعظ عنه.
من عام 2022م هكذا هو الواقع، ومؤخراً وبعد انتظار مرير تصدر توجيهاتكم الجديدة يا سيد الثورة (يحفظكم الله) واجبة النفاذ مطلع 2025م، وعندما أتابع يا مسلمين يا رجال يقولون لي: مشغولون بمعركة مع الأمريكي.. انتهى عدوان ترامب وأنا عليّ عدوان مكتمل الأركان لايزال إلى اليوم ومنذ ما قبل غزة واتفاق ستوكهولم و.. و.. إلخ.
بسبب تكرار الأمر أصبح لدي شيء من «الفوبيا» خوفاً من أن تنفيذ توجيهاتكم قائد الثورة (يحفظكم الله) لرفع الظلم عني وإنصافي أخطر من تجاوز فرضة نهم وتحرير مأرب، والوصول إلى باب المندب وإرغام العدوان السعودي على إعلان تنفيذ خارطة الطريق وانتهاء عدوانه على اليمن، وردع أمريكا و»إسرائيل».
عهدنا بكم سيد الثورة أن نصرة المظلوم والإنصاف لا يخضعان لديكم للقياسات ولا للحسابات والتوازنات، وأن ميزان العدالة عندكم لا يميل لوزن القوى، ولا تقبلون التسويف والمماطلة الحاصلة إلى الآن، وأن نفاذ توجيهاتكم عاجل وواجب.
سيدي قائد الثورة، أناشدكم وقد بَح صوتي «يا سيد الثورة»، ولا أدري كيف يكون وصول استغاثتي إليكم وكل هؤلاء القيادات والمسؤولين على اطلاع ولا أحد منهم يبادر بمسؤولية أخلاقية وجهادية ليوصل الخبر إليكم، ولن يخسر شيئا إذا فعل، ولكنهم يحسبون حسابات أخرى.

أترك تعليقاً

التعليقات