العيد السادس لميلاد الجرح
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
أكتب اليوم في ظروف غير ملائمة لتنوع المستجدات في الساحة، وانشغال سيد الثورة (يحفظه الله) بملف التصحيح والتغييرات الجذرية داخلياً وعلى مستوى المنطقة مستجدات القضية الفلسطينية التي تمثل أولوية لدى السيد القائد وفقه الله.
 أكتب لأن جرحي المفتوح لايزال ينزف، وتبعات ما حصل لي يجثم على صدري في حالة من الانتظار على قارعة الطريق المظلم، بظلم من ظلمني وتسبب في كل ما لحق بي من الأذى والتنكيل والبطش المحرم والمجرم، ما تم حتى الآن بهذا الخصوص ليس سوى مجرد تسكين لآلامي التي لم تبرأ وجرحي الذي لم يلتئم بسبب الرهط المفسدين.
• ربما يعتقد كل من تابع قضيتي أنها قد وجدت طريقها إلى الحل والموضوع انتهى بسبب التوقف عن النشر، لكني أقول للجميع لا، قضيتي لم تنته بعد، والتوجيهات المتعاقبة من سيد الثورة (يحفظه الله) لم تنفذ حتى الآن.
• في هذا اليوم الموافق 22 أكتوبر 2023 تكتمل ستة أعوام على قضيتي، أي مرت علي 2196 يوماً بمرارتها وحرقتها وألمها وقسوتها وجورها وثِقل جدار العدالة المائل على ظهري.
• ست سنوات من القهر تَشهد عليه أيامها، غٌلب وثّقته لياليها التي أشعلت شبابي شيباً وتحولت إلى جريمة عدوان مكتملة التفاصيل، ظُلم وقسوة وإهانات وتُهم باطلة وتنكيل وعنجهية وكِبر وغطرسة وبطش وتجبر بثوب المسيرة القرآنية، ما حصل ويحصل لا يمكن نسيانهُ، ممارسات وتصرفات بشِعة لإخضاعي وإذلالي، لأنني في نظر الزائغين مستضعف لا يُحسب له حساب، صبرت والله المستعان، أين هدى الله؟! أين عدل المسيرة؟! أين صدقية الثورة؟! أين.. وأين.. وأين... من كل ما حل بي؟!
• لا أدري كيف أشرح لكم؟ وهل أقول إن سيد الثورة (يحفظه الله) لم ينتصر لي...؟ معنوياً ونفسياً؛ وجه السيد القائد عدة توجيهات وكلف عدة لجان وتابع بشكل شخصي رغم كل همومه ومشاغله التي تتجاوز الجغرافيا الداخلية.. لفتته الكريمة واستني ورممت الكثير في نفسي، بل كان لها تأثير أبعد من ذلك، لا أنكر أن سيد الثورة كان البسلم المداوي لجروحي التي كانت على وشك النيل مني.. أسأل الله أن يحفظه وينصره ويحف مقامهُ بالصالحين المتقين الصادقين.
• آخر المُكلفين في قضيتي، كان رجلا بحجم اليمن، نموذجا لا يختلف عن الرئيس الشهيد صالح الصماد (رحمة الله تغشاه)، وصديق المسيرة القرآنية قولاً وفعلاً، إذ لم يترك جهداً لتنفيذ تعليمات سيد الثورة (يحفظه الله)، ولكن أبناء يعقوب كانوا لهُ بالمرصاد، حيث أعاقوا وعرقلوا وماطلوا وكذبوا ودلسوا وضللوا وعملوا على عدم إنجاز المُكلف لمهمته في إنفاذ توجيهات السيد القائد (يحفظه الله).
• نفسي المكلومة والموجوعة بسبب ما نالني لم تجد الإنصاف ولم يتم الأخذ بحقي بعد ممن ظلمني وتسبب في كل ما لحق بي من ظلم حتى الآن، لم تنفذ التوجيهات الصادرة من قائد الثورة.
• قبلت حينها بسبب تكالبهم لإفشال ما طرحهُ السيد المولى، ولكي لا أترك لهم الحجة للقول إنني رفضت، وافقت على عدالة مبتورة وإنصاف أعوج منتقص، قبلت بضيم المساومين الخائفين على كبرياء الظالم المتسبب بظلمي، ومع ذلك لم ينفذوا توجيهات السيد المتتابعة، وعملوا على تشذيبها والالتفاف عليها وتأويلها وتجزئتها غير آبهين بكل ما حصل ويحصل لي حتى الآن.
ورغم وجعي وحرقة قلبي قبلت حينها بكل نزواتهم لظلمي طلباً مني للمخرج وقطع الطريق عليهم، فلا يقولوا إنني رفضت، ما الذي يعوضني على سنين من عمري ضيعوها وأنا أعد الثواني والدقائق والساعات والأسابيع والشهور وعاما بعد عام متى سينتهي هذا الكابوس الأسود وأستعيد استقرار حياتي وحياة أطفالي.
• إنهم غير آسفين مما ألاقيه بسببهم حتى اللحظة، أسماء لو ذكرتها بتفاصيل مثبتة لتعجب الجميع من بشاعة ما أتحفظ عن ذكره حتى الآن.. لم يستحوا حتى من السيد القائد (يحفظه الله) على الرغم من أن آخر المُكلفين تستحي منهُ «الوجيه» لمكانته وقدره وسمعته وما هو معروف عنه.
• تأجيل العدالة راكم من أحزاني وتسبب في حِمل ثقيل على كاهلي المتعب، وجعلني حبيس أمل الخلاص المنظور.
* إنني الموجوع المكابد المغلوب الصامت الصابر المحتسب الذي لن يبارح مكانهُ ولايزال ينتظر عدالة السيد القائد الموعودة غير المجزأة النقاط وسرابية التنفيذ ومساومة المعرقلين الذين أوجعوا حتى قلب آخر المُكلفين (حفظه الله ورعاه).
• دمع العين المكلومة سيبقى حبيس جفوني خوف أن يراه العذول ليروي شرايين الصبر النازفة في داخلي ويستمر القلب المجروح ينبض احتساباً وأملاً وثقة في سيد الثورة (يحفظه الله) الذي لا يضيق صدرهُ عن الاستجابة لمستضعف لم يعد يجد بعد الله غير الاعتصام بعتبات سيد وقائد يتنصر للضعيف من القوي الظالم دون تردد، وأن الإنصاف قادم بعد كل هذا التأخير على عجل ويعتدل الميول الذي يحجب رؤية الحقيقة عن سيد الثورة (يحفظه الله).
• سأظل واقفاً متشحاً بصمتي المتكلم مهما تكالبت الأيام وتعاظمت الآلام وكاد الكائدون وتكالب المأجورون وعرقل المسوفون وكذب الكاذبون حتى لو لم يتبق مني إلا ظل يُذكر بي ويحكي حكايتي على عتبات عدالة سيد الثورة البعيدة المنال عني.. وسأظل واقفاً حتى يأتي اليوم الذي يسمع سيد الثورة (يحفظه الله) من أطلال بقايا الانتظار والأشهاد الصادقين عني ومظلوميتي التي تخضبت بدماء جروحي المسفوكة على عتباته والمكتوبة على جدران الثورة الصماء في وجهي بقسوتها وصلف عسسها وحجابها وموسوسيها.
• كم من الرسائل كَمن ويَكمُن لها الحاشية أولو النفوذ من ذوي العُصبة.
• كم وشايات كاذبة ومغرضة ودسائس تتسرب لمسامع السيد القائد (يحفظه الله) وأنا محظور وممنوع علي مواجهتها وإثبات دسيستها وعدم صحتها، ينفذون وينفثون سمهم بينما أنا لا أصل.. حسبي الله ونعم الوكيل.
• كم تسويف ومماطلة، متفننين في صناعة المبررات والتضليل واختلاق الأعذار ونصب العراقيل.
• من وصلتهم توجيهات المولى ولم يُنفذوا أسف عليهم، يريد السيد القائد «أن يداوي بِهم وهمُ الداء»، أعتقد لو أن تعليمات سيد الثورة ومن كلفهُ السيد عبدالملك كانت وصلت للرئيس الشهيد (رحمه الله) في حياته لما غادر المُكلف إلا وقد نُفذت في حينها ووقته بدون «تعتعة» ولا تأخير.
• ستة أعوام تكتمل اليوم مضت من عمري ووجدتهم محتشدين لظلمي يتداعون لحربي مستنفرين لمواجهتي عَميت أعينهم، لم يعرفوا أنني لا أحتاج لكل هذا الجمع لمواجهتي فقد وكلت عليهم ناصر المستضعفين وقاهر الجبارين، كِبرهم أعماهم، فلم يُدركوا أن ما بقي مني هو حُطام لرجُل لا يعرف الخضوع لظلمهم، لملم شتاتهُ عطف سيد الثورة (يحفظه الله).
• يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه».
• إذا كان الشيء تبريراً لمصلحتهم ويوافق ما يريدون، فتسمع الوعظ عن الفوات وسوء عواقب التسويف والتخاذل وعقوبة التأخير وترك الفُرصة غُصة. أما إذا كان الحق لغيرهم ففي العجلة الندامة وما تأخر فيه الخير، وعليك بالصبر، وأن الله ما قد أذن.. أستغفر الله من التوظيف الخبيث للمصطلحات باسم الله، يتلبسون الرهبنة وهم حاخامات خدام للباطل ويعلمون ويعرفون الحق ومع ذلك يغضون أبصارهم لشيء في نفوسهم ودنيا تزينت في عيونهم أنستهم هدى الملازم وبددت محاضرات الشهيد القائد من وجدانهم وتحولت أرواحهم الزكية إلى ممتهنين لشيطنة السياسة الدنيوية.
• الأشهاد على كل كلامي، إذا أجبرتني قادم الأيام على استئناف النشر لإيصال خبري مجدداً إلى سيد الثورة (يحفظه الله)، يشهد برجاحتهم وعدالتهم القاصي والداني والعدو قبل الصديق.

أترك تعليقاً

التعليقات