شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -

ملخص لما سبق:
قلت في الحلقة السابقة إنه مع بداية أيلول/ سبتمبر 2019، أتى توجيه جديد من السيد عبدالملك وتكليف لجنة تحت إشراف المجاهد الرئيس (حفظه الله) وعضو المكتب السياسي الذي أوصل الشكوى ومسؤول في أنصار الله من طاقم الرئيس ضمن اللجنة المُكلفة بالقضية. قام الرئيس بتكليف المُكلفين الاثنين تحت إشرافه بالتواصل مع "سلام الله عليه"، الذي أجابهم بأنهُ كلف (ع . د)؛ لكنه طرح كلاماً مغلوطاً وغير صحيح البتة عن القضية.
- تواصل المُكلفان الاثنان من الرئيس مع عضو المكتب السياسي الذي أشرت إليه في حلقات سابقة والذي قلت إنه يرأس حالياً جهازاً سيادياً مهماً، تواصلا معه لإبلاغه بكل ما قاله "سلام الله عليه" وكيف برر به.
والحمد لله وبكل صدق وشفافية من رجل يقول كلمة الحق أمام سلطان جائر، نفى هذا عضو المكتب السياسي كل ما قاله "سلام الله عليه"، وقال إن كل كلامه كذب وافتراء، وأن شرف حجر مظلوم ظلماً كبيراً، وغير ذلك من كلام لا يصح أن يُكتب أو يذكر، وأتحفظ عليه، احتراماً للمولى (يحفظه الله) والرئيس (حفظه الله)، وطبعاً هذا الكلام مُثبت.
- دارت الكثير من التفاصيل، التي -كما سبق أن قلت- أتحفظ عليها حالياً، وما تم بعد ذلك هو أن اجتمع المُكلفون، الرئيس مع عضو المكتب السياسي والمُكلف الآخر وبحضور نائب الوزير وحضور عضو المكتب السياسي (رئيس الجهاز السيادي)، ودار نقاش مستفيض، وصلوا فيه إلى قناعة تامة بأن "سلام الله عليه" متعنت وظالم لشرف حجر، وأن الموضوع في وجه الجميع ولا يجوز السكوت عليه، وتوافق المجتمعون على ترك فرصة أسبوعين لـ"سلام الله عليه" لإنصاف شرف حجر، ما لم وتجنباً للتصادم معه يتم رفع تقرير مفصل للسيد عبدالملك، وهو من سيتصرف مع "سلام الله عليه" وينصف شرف حجر منه.
تم ما ذكرت، بينما كان "سلام الله عليه" يزداد كبراً وعتواً ونفورا... تم إبلاغي برفع التقرير إلى السيد عبدالملك، وكنت أتابع يومياً منتظراً وصول الجواب الشافي من السيد عبدالملك. مرت أسابيع لأتلقى ضربة جديدة تمثلت في أن التقرير تم رفعه، لكن لم يصل أي جواب بعد، وأن المُكلفين يتابعون مكتب السيد ولا يردون عليهم.
أما أنا فقد كنت في حيرة قاتلة، معقول السيد يتجاهل مظلوميتي ويغض الطرف عن إنصافي ولا يلتفت لاستغاثتي به ليرفع ظلم من ظلمني عني؟! معقول؟!
وأقول لنفسي: لا، لم يصل التقرير، مكتب السيد السبب، هل هكذا يتجاهل عمداً مشاكل الناس الذين تقطعت بهم السُبل ولم يتبقّ من بصيص أمل في إغاثتهم وإنصافهم إلا بطرق أبواب السيد القائد لنجدتهم وإنقاذهم؟! معقول هذا المكتب يمثلون سيد الثورة ويخفون أوراق الناس ويحولونهم إلى ضائعين؟! ما مصلحتهم؟! وأين ضمائرهم؟! وأين مبادئ المسيرة؟! وأين أخلاق وثوابت المجاهدين؟!... وحينها استذكرت المثل القائل: "إذا قد بيت الله بيوطل أين عاد الكِنان؟!". ومع كل ذلك لم أفقد ثقتي، فرغم أن التقارير المرفوعة كان يحجبها مكتب السيد، ويمنعها من الوصول، لكنني كنت عاقد العزم على أن أكرر المحاولة تلو الأخرى حتى يصل خبري ويعرف السيد ما يحصل.
- بعد ذلك رفعت عدة شكاوى عن طريق عدة أشخاص؛ غير أنه كان يتم التقطع لها في مكتب السيد، للأسف، ولم يكن يصلني أي جواب، فبحثت عن شخص أطرح عليه قضيتي ويكون بمقدوره إيصال شكواي إلى السيد القائد بعيداً عن طاقم "المكتب البيضاوي" الذي حاشى لله أنهُ مكتب يمت بصلة لقائد المسيرة (حفظه الله).
ففي مكتب السيد يُغيّبون ملفات الأمة ومظالم المستضعفين ومناشداتهم من الوصول للسيد عبدالملك (حفظه الله)، خائنين لثقة المولى فيهم، متجاهلين المسؤولية الموكلة إليهم أمام الله قبل السيد القائد، وتحولهم إلى ستر وغطاء للطواغيت الجُدد. فترة لا تحكى وأشياء وأحداث لا تُذكر، وشهور مرت عليّ مثل النار المشتعلة التي فعلت بي ما تفعله بالحطب. بعت كل ممتلكاتي وأنا أجري من باب إلى آخر، ومن شخص إلى آخر مناشداً ومستغيثاً لإنقاذي مما أنا فيه، مطالباً برفع قضيتي وإبلاغ سيد الثورة بحقيقة مظلوميتي، وما فعله بي "أبو إبليس"، وما تسبب فيه من إطالة لمعاناتي واستنزافي وبشهادة أصحابه والمُكلفين من "سلام الله عليه" وصولاً إلى من كلفهم سيد الثورة (نصره الله).
- ثم حصلت تفاصيل لا يمكن أن أذكُرها احتراماً وتقديراً للمساعي الطيبة والجهود الصادقة الذي بذلها المُكلفون، واهتمام الرئيس (حفظه الله) على وجه الخصوص وجديته في معالجة قضيتي وحل مشكلتي ورفع الظلم عني، وامتناناً لما وصلني من مواقفه المسؤولة التي تثبت شخصيته المجاهدة التي لم تتغير بسلطة الحكم وغرور الدنيا. فقد بلغني جديته في الوصول لمعالجة حقيقية؛ غير أن ما حال دون ذلك كانت مستجدات وظروف خارجة عن إرادته، ولكنني للحقيقة ممتن لما وصلني عن مشاعره الطيبة، أسأل الله أن يكون معه صاحباً ورفيقاً وأن يحُف مقامه بالصالحين.
- التقيت بعد ذلك بأكاديمي من الصادقين، عالم ومُعلم وقيادي عاقل في الأنصار وعضو المكتب السياسي لأنصار الله ونائب وزير. طرحت عليه قضيتي، وبعد أن اطلع على كل الإثباتات، طلب مني نسخة من ملف القضية والشكوى المقدمة إلى السيد عبدالملك. سلمت إليه ما طلب مني، وأبلغني بعد ذلك بفترة أنه قد رفع الموضوع، ولكن -للأسف- لم يصل أي رد، فقد كانت تصل الأوليات إلى مكتب سيد الثورة وهناك تُغيب ويُخفى أثرُها، وعند السؤال عنها لا أحد يُجيب!!
- رُغمَ كُل الصدمات التي تلقيتُها إلا أنني لم أفقد الأمل، واستمررت في البحث عمن يستطيع إيصال مناشدتي للسيد عبدالملك. وقد التقيت أحد الأشخاص ممن عرفوا مظلوميتي، ونصحني بالذهاب إلى مجاهد من معارف الشهيد القائد (رحمه الله)، وهو شخص وقور وصاحب وجاهة كبيرة ويحظى بتقدير واحترام لدى القيادات المجاهدة من السابقين الذين يعرفون من يكون، ودلني عليه أحد الأصدقاء قائلاً: عليك بالعم عبدالله.
زرت العم عبدالله وطرحت تفاصيل قضيتي على ولده الدكتور أكرم، وقدمت لهُ الإثباتات والأدلة. وبعد أن اطلع على كل التفاصيل قال لي: سنتصل بك. وفعلاً، لم تمر سوى بضعة أيام حتى وردني اتصال منه وقال لي: تعال نتكلم!
زرتهم والتقيت الدكتور أكرم وتحدثنا مع بعض، وقال لي: نحن تأكدنا من حقيقة ما قلت، ويقول لك الوالد جهز شكوى واضحة مع الإثباتات وهو سيوصلها بطريقته إلى السيد عبدالملك.
بعد أسابيع وردني اتصال آخر من الدكتور أكرم قال لي فيه: يا شرف، الوالد سلم شكواك لشخص موثوق به لكي يوصلها إلى السيد بطريقة خاصة ودون المرور عبر المكتب، ولكنهم غاضبين وغير مصدقين شكواك، ونحن الآن مع بعض، هل أنت واثق مما تقول؟! لأنهم يقولون بأنه لو كنت تكذب والله ليقطعوا رأسك، لا تعتقد أن تشويه أعلى رؤوس القيادة سيمر بدون عقاب!
استغربت من ردة فعلهم، فقد كان الأولى بهم أن يتأكدوا، وإذا تبين أنني أكذب فمن حقهم أن يفعلوا ما يريدون. فقلت له: يا دكتور أكرم، قل لهم أنا مُقدم رقبتي على كل كلمة اشتكيت بها، وأنا الآن مستعد أن أسلم نفسي لهم وفي المكان الذي يحددونه ويتأكدون وأنا في قبضتهم، وإذا لم أكن صادقاً فيما قلت فليفعلوا بي ما يريدون!
قال لي الدكتور أكرم: خلاص ما عليك، كان الوالد يشتي يتأكد منك وعاد الموضوع في اليد. وهنا انتهت المكالمة.


أترك تعليقاً

التعليقات

ابوفضل الحجوري
  • الأثنين , 14 مـارس , 2022 الساعة 7:45:37 AM

واسفاه على دماء الشهداء وتضحيات الجرحاء ومعاناة الاسراء يارب طهرمسيرتنا من كل منافق وفاسد