بشائر الخلاص والنموذج
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
مع إشراقة وبداية كل صباح، مع كل ساعة وفي كل أسبوع وشهر، وخلال السبعة الأعوام للعدوان، بشائر الخلاص والنصر وتحرير كل شبر من وطننا من دنس الغزاة والمحتلين، تستنفر حالة العدو الإعلامية لمحاولة حجب الحقائق والتغطية المضللة لرفع شيء من معنويات مرتزقتها. ولم ننس حملات "قادمون يا صنعاء"، و"تحرير صنعاء"، وكليبات ماجنة قنوات "العربية" و"الحدث" محمد العرب (العبري في الحقيقة)، وأنهم على مشارف صنعاء، لكن على الأرض تحررت نهم وتم تطهيرها منهم!
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحررت أجزاء كبيرة من محافظة الجوف، حشد الغزاة "داعش" و"القاعدة" لبسط سيطرتهم على محافظة البيضاء، وشن إعلامهم حملة شرسة لتغطية العملية العسكرية، وماذا حصل؟ تحررت محافظة جديدة واستعاد أهلنا في البيضاء حياتهم وأمنهم، وعادت الحياة إلى طبيعتها، وشاهدنا ما نقلته الوسائل الإعلامية ضد الاحتلال، وكيف كانت معاناة أبناء المحافظة، وبشاعة ما تعرضوا له من تنكيل واعتقالات وقتل، واليوم البيضاء نموذج من نماذج المحافظات المحررة.
سبع سنوات والعدو ومرتزقته، وعلى رأسهم الإدارة التاريخية لدول الاستكبار ودول الجوار في محيط الجوار تتخنّدق وتجنّد شذّاذ الآفاق من كل حدب وصوب لجعل محافظة مأرب خندقاً وحصناً استعمارياً تدار من خلاله مؤامرات التفجير والسحل وجَزَّ رقاب اليمنيين.
لم يتحصنوا لبناء مدرسة، ولا مستشفى، ولا خزان مياه لخدمة المجتمع، بل حفروا المتاريس وحصنوا معسكرات تجميع أرذل المرتزقة. لم يشقوا طريقاً لخدمة الناس، بل حفروا الخنادق، وتمترسوا على التباب والجبال لبناء معسكرات تتبع العدوان، لاسيما ممارستهم الكذب والتضليل وزرع الفتن والتحريض المذهبي والمناطقي و... و... و...! وها هي مأرب، ولله الحمد، على موعد قريب مع التحرير والخلاص، إذ تحررت مناطق كبيرة جداً.
تجلت دلائل سقوط مشاريع الغزاة ببراهين أربكت واشنطن ولندن قبل الرياض، لأن الغرب يجيد تحليل أرض المعركة، وبعد ذلك يوضح للسعودي. أما الدنبوع وفرقة الجنرال العجوز، فهم لا يفقهون شيئاً، وليس عندهم شيء، غير أنهم عملاء يتقاضون الأموال ويدخرونها ويستثمرونها في العقارات في كل دولة، لقناعتهم بأنها مسألة وقت وينتقلون إلى مرحلة المنفى بلا وطن، جزاء ما جنته أنفسهم، ولا عزاء لهم!
مأرب في حالة مخاض كبير لطرد شياطين الشيطان الأكبر. وما قلب الطاولة عليهم مؤخراً هو حكمة القيادة ممثلة بسيد الثورة (حفظه الله) وفرحة صنعاء أرضاً وإنساناً بقدوم مواكب أبناء قبائل العبدية ومراد إلى صنعاء الأم الجامعة لكل أبناء اليمن، ودخولهم بأسلحتهم آمنين أعزاء كرماء، في مشهد ضجت به المشاعر بفرحة غمرت الجميع، وما هي إلا أيام وتصل مواكب جديدة لأهلنا من قبائل مأرب الشرفاء، ليكتمل المشهد الوطني لمن لا يزال في كيانه ذرة عقل ليعرف الفرق بين من يجمع اليمنيين ومن يفرقهم ويستدعي الخارج لقتل شعبه وتدمير وطنه.
سبعة أعوام تداوي جروحها، تحرر أهلنا في مأرب، وتطرد الغزاة، فكم أساء العدوان وأدواته لتراب مأرب بقطع الطريق واختطاف وقتل المسافرين؟! فمأرب ليست العرادة، مأرب ليست صعتر سجاح الخونج، مأرب ليست الحزمي، مأرب ليست من أباد أسرة آل سبيعيان!
والنموذج واضح، أين من يمثل اليمن أرضاً وشعباً ويجمع شتاته؟! هل من يقتل الأطفال والنساء ويذبح الأسرى يحمل مشروع دولة من فنادق الرياض؟! سبعة أعوام لم ينتهك الجيش واللجان الشعبية عرضاً، لم يُعذب أسيراً، ولم يقتل من أعلن استسلامه. سبعة أعوام لم نسمع أن مواطناً من أي محافظة في أي من مناطق جغرافيا السيادة الوطنية تعرض حتى لمضايقة، بينما لا يكاد يمر يوم في المحافظات المحتلة دون جرائم.
قبل فترة زار صنعاء أحد أهلنا من الجنوب المحتل من محافظة يعرف أهلها بطيبتهم قاصداً صنعاء يريد شراء قطع غيار لمؤسسة خدمية، وأخبرني أن صنعاء رحبت بتلبية الطلب، وتم مناقشة قطع الغيار اللازمة والموافقة عليها، وأنه عاجز عن وصف مشاعره، كونه كان يتوقع حتى أن يسمع عبارة "ليش ما يوفر لكم الاحتلال قطع الغيار؟!"، قائلاً إن إنصار الله هم الدولة، وأن الناس بأغلبية كبيرة جداً في المناطق المحتلة يعانون وغير راضين ويتمنون اللحظة التي يخلصهم فيها الجيش واللجان الشعبية من الاحتلال، وأنه كان يتمنى حضور فعالية المولد، ورغبته في اقتناء ذاكرة ممتلئة بالزوامل والأناشيد، وشعارات وملازم وصور للسيد القائد (حفظه الله)، وهذا هو الطلب الذي رفضنا تلبيته أنا وأحد الإخوة، حرصاً على سلامته وحياته من أن يجدها المرتزقة في متاعه في إحدى النقاط التابعة لهم وفي منطقته.
قبل الختام، مأرب بإذن الله على موعد قريب مع الخلاص. وفي الساحل الغربي لنا تجربة معركة نحن فيها المنتصرون إن شاء الله. وليستذكر الجميع موجهات السيد القائد (حفظه الله) فيما مضى بخصوص معركة الساحل، ولا يلتفت أحد لنباح إعلام العدوان، وسيتحرر كل شبر من أرضنا الحبيبة.

أترك تعليقاً

التعليقات