شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -

ملخص لما سبق:
بعد أن زرتُ المجاهد العم عبدالله، وهو من معارف الشهيد القائد (رحمه الله)، وطرحت تفاصيل قضيتي على ولده الدكتور أكرم، وقدمت لهُ الإثباتات والأدلة، وبعد أن تأكد من كل شيء، طلب مني تجهيز شكوى لكي يوصلها بطريقته إلى السيد عبدالملك.
وهذا ما حصل فعلاً، فقد أوصل العم عبدالله شكواي إلى السيد القائد بطريقة خاصة ودون المرور عبر المكتب.

بعد أكثر من أسبوع من إيصال شكواي إلى السيد القائد استدعاني العم عبدالله عبر ولده الدكتور أكرم، فلبيت دعوته وحضرت إليه، فأخذني بسيارته إلى منزل أحد مجاهدي أنصار الله، وهو من المقربين من السيد عبدالملك. دخلنا واستقبلنا شخص كان مشغولاً بمتابعة أعماله. وأثناء جلوسنا سألني: أنت شرف حجر؟! أجبته: نعم. فقال لي: حيا بك!
ثم دار بيننا نقاش، حيث قال يخاطبني: أنت فاجأتنا بشكواك وما سمعناه من العم عبدالله، وهو شخص محل تقدير القيادة واحترام الجميع. ولا أخفيك، كنا غير مستوعبين لشكواك ولا مصدقين ما ورد فيها، وأصدقك القول، نحن متفاجئون بأن كل ما ذكرت في شكواك تبين صحته وصدق كل ما قلت، وقد تأكدنا من كل شيء، وأنا أردت أن ألتقيك شخصياً وأطمئنك بأن حقك لن يضيع، وسيتم إنصافك، والسيد لا يمكن أن يقبل بظلمك.
غادرنا اللقاء، وبعد فترة تم إبلاغي بأنه تم تكليف شخص من الثقاة لدى السيد عبدالملك، واسمه "أبو شهاب"، بأن يتسلم القضية ويتحرك ويتأكد من كل شيء، بداية من المُكلفين الذين كلفهم "سلام الله عليه" وصولاً إلى كل من تدخل بعد ذلك من أعضاء المكتب السياسي لأنصار الله وغيرهم.
- أثناء تلك الفترة كان "سلام الله عليه" تصله التفاصيل أولاً فأول، وكان يتم ذلك، للأسف، من داخل مكتب السيد، فكان "سلام الله عليه" يقوم بإرسال وساطات للعم عبدالله طالباً منه ألا يهتم بكلام شرف حجر، وألا يشغل نفسه بهذا الموضوع، وإذا كان يريد أي شيء من الدولة فهو جاهز لخدمته...
إلا أن العم عبدالله كان يرد عليه بالقول: لا أريد منك شيئاً، فقط انصف شرف حجر! ثم يغلق العم عبدالله الباب في وجه "سلام الله عليه"، في رسالة مفادها: "لا مساومة".
وصلني بعد ذلك أنهم تطاولوا بتهديداتهم لي، وهو ما أزعج العم عبدالله، فقال لهم: والله لو يمس شرف حجر سوء فأنتم المسؤولون، وأنا سأوصل القضية إلى السيد بالطريقة التي تزعجكم إذا لم يتم حلها!
ما إن مضت بضعة شهور حتى كانت مشيئة الله هي الغالبة، إذ رحل العم عبدالله (رحمة الله عليه) إلى جوار ربه. وبعد ذلك لم يعد أحد يجيب عليّ، فقد غادر العم عبدالله وانقطعت حلقة الوصل لإنصافي، وكنت متألماً من تخلي المُكلف من قبل السيد عبدالملك عن استكمال إنصافي ورفع الظلم عني.
لم أكن أعلم بما يدور؛ لكن تبين لي بعد مدة أن "أبو شهاب" رعاه الله لم يتخل عن الموضوع بمجرد وفاة العم عبدالله، وأن "أبو شهاب" صدق وأوفى وتحرك جاهداً لحل المشكلة ورفع الظلم عني وإنصافي؛ لكن للأسف أعيقت مهمته من قبل "أحد الخلفاء" الذين كان ديدنهم اعتراض وتتويه توجهات وتوجيهات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بتوجهاتهم القرشية، فقد اتضح أن في هذا الزمان النموذج نفسه من الخلفاء هم اليوم بجوار السيد القائد، كل توجيه من السيد القائد يجتهد الخليفة لنسفه بمسار آخر يُضيع كل شيء، واختزال لجان تلو اللجان ولا ينجز شيء للأسف، وهذا ما سيتضح لمن يتابع ما سنكتبه في قادم الأيام من أحداث وخفايا.
- مرت شهور طويلة وأنا أخرج صباح كل يوم من منزلي باحثاً عن شخص بمقدوره إيصال قضيتي ومظلوميتي إلى سيد الثورة، ويكون شخصاً لا يخشى في الله لومة لائم، وبمقدوره تجاوز مطبات "أبو قحافة"، فقد كنت أوضح لكل من ألتقي بهم كافة الوقائع والحقائق، وبمن قد ينصدم ومن سيواجه كي لا يتراجع من منتصف الطريق كما فعل البعض. نال مني التعب وضاق بي الحال وتدهورت ظروفي وتراكمت علي الهموم وأغلقت الأبواب في وجهي، وخذلني الكثيرون وخانني كثيرون وانقلب ضدي كثيرون بتحريض من غريمي "سلام الله عليه" وبتوصيات منه لمحاصرتي وتضييق الخناق عليّ ولف الحبل حول رقبتي. التزمت البيت منتظراً فقط استجابةً ربانية بمشيئة من الله ورحمته، أما الناس فقد فقدت ثقتي بهم وتعبت من الوقوف على أبوابهم الموصدة.
- بعد ذلك التقيت أحد علماء محافظة صعدة الأجلاء. طرحت عليه قضيتي، فتعجب مما يسمع وقال لي: سأتصل بك!
وفعلاً اتصل بي في اليوم التالي وأعطاني رقم تلفون، وقال لي: هذا رقم تلفون الشيخ الفاضل علي ناصر بن قرشة، وهو من خيرة مشائخ محافظة صعدة، ومتواجد في عُمان، تواصل معه عبر الواتس.
تواصلت مع الشيخ علي ناصر قرشة وطرحت عليه قضيتي بالتفصيل وكل الإثباتات، وطلبت منه قبل أن يتدخل أو يتواصل مع "سلام الله عليه" أن يتواصل مع عدة شخصيات ليتأكد من حقيقة ما طرحته عليه بشأن قضيتي، ثم أعطيته أسماءهم وأرقام تلفوناتهم، فقد كنت أتوقع أنه إذا تواصل مع "سلام الله عليه" مباشرة قبل أن يتأكد من الحقيقة، أن "سلام الله عليه" سينكر ويكذب كلامي.
وقد حصل ذلك. رد عليّ الشيخ علي بعد ذلك بأنه قد تأكد من صحة كلامي، فطلبت منه معروفاً، أن يوصل شكواي إلى السيد القائد بالطريقة التي يراها، المهم أن تصل القضية والشكوى إلى السيد. طلب مني إرسال الشكوى فأرسلتها إليه.
وبعد أسابيع من المتابعة المتقطعة خوفاً من أن أشغل الرجل، فقد كان طيباً في كلامه ومتواضعاً في تعامله، رد الشيخ قائلاً: أوصلت الشكوى إلى مكتب السيد؛ لكني لم أتلق أي رد، وهذه أول مرة لا يجيبون عليَّ فيها.
حينها عرفت أن شكواي تعرضت لعملية حجب جديدة، وأنها ستختفي كسابقاتها في أدراج مكتب السيد، خاصة مع وجود طاقم المكتب الحالي، الذين لا يأسفون لشيء، يهلك من يهلك، ويضيع من يضيع، ويموت من يموت، أهم شيء بالنسبة لهم "غطي عليّ أغطي عليك، وطز في الناس"، ليتحول مكتب علم الهدى إلى مثلث برمودا ومملكة لـ(...) لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
- بعد منتصف حزيران/ يونيو 2020 وردني اتصال من شخص متعاطف مع مظلوميتي وله اطلاع على قضيتي، ويريد أن يلتقي بي.
التقينا وتناقشنا حول القضية وماذا حصل من فلان وفلان وماذا تم... وقال لي: لدي معرفة بأحد المجاهدين، وهو من المخلصين والزاهدين ومن المؤمنين ومن رفقاء السيد عبدالملك وأحد المقربين منه جداً، وهو رجل صادق، سآخذك لمقابلته، عسى أن يوصل قضيتك إلى السيد القائد بطريقته.
تحركنا ووصلنا إلى منزل متواضع ذي مجلس متواضع، واستقبلنا رجل نحيف البنية بسيط الهيئة كان يقرأ كتاباً وبين يديه جهاز لابتوب يعمل عليه، شخص هادئ لا يتكلم إذا لم يخاطبه أحد. عرّف بي صديقي وعرفني به، فرحب بنا قائلاً لي: أنا "أبو زين".


أترك تعليقاً

التعليقات