بين يدي الرئيس المشاط
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
المجاهد الرئيس مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، حفظكم الله...
أكتب لكم ولا معرفة لي من قريب ولا من بعيد بالشاعر الثوري محمد الجرموزي، ولم ألتقِ به يوماً. الرجل من هامات الكلمة التي لحنت زوامل تتردد في كل بيت وساحة ومناسبة وجبهة ووسيلة للمجاهدين (حفظهم الله)، ورجل من السابقين ضمن أقرانه الشعراء التحاقاً بموكب الثورة والمسيرة...
لغطٌ كثير، وجدال سجال كبير، واختلاف في الآراء، بين مُدافع ومُهاجم، وفي الأخير للشاعر الجرموزي محاسن ومساوئ، كما هو حال أي إنسان منا.
من وجهة نظري، كمواطن يخاطب رئيسه وينشدُ صوت الثورة المتعالي على الغضب المتعصب لشخصنة المواقف، فقد أثبتت المجريات والسنوات الماضية تسامحكم وعفوكم حتى عن الخصوم الذين قاتلوا الشعب لسنوات وتآمروا على الوطن مع شياطين الأرض من الخونة والأعداء.
إن ترجمتكم لتوجيهات سيد الثورة (يحفظه الله)، وصدور قراركم بفتح باب العودة لمن حمل السلاح وتخندق للقتال في صفوف الغزاة لحربنا وسفك الدم اليمني مثال وشاهد حي على أخلاقيات وقيم الثورة والقيادة القرآنية، وأنتم أحد رجالها، فهل سيضيق صدر الثورة والدولة اليوم عن العفو والصفح عن أحد أبنائها؛ الشاعر الجرموزي، حتى تكريماً لما قدمهُ منذ بداية انطلاقه في ساحة التغيير وصولاً إلى سنين العدوان، وكلماته وأشعاره الذي صدح بها عيسى الليث وغيره في كل ميدان.
لن أخوض في تفاصيل أن الرجل أخطأ أو أصاب، أو أنه أساء للقضاء، كما يُقال ونسمع، فهذا جدل فيه نظر، ولن يغير حبسهُ شيئاً، ولو أراد القضاء الحكم على كل من «فطرت» المحاكم قلبهُ لدخل ثلاثة أرباع شعبكم السجون، وهذا لا يبرر ما فعله الشاعر الجرموزي، ولو التفت العقلاء في حينها لما كان يطرح، وتم الجمع بينهُ وبين الأطراف الأخرى لتم التوصل إلى معالجة الإشكالية واحتواء تدحرج التراشق وتفاقم الخلاف.
فخامة الرئيس، أناشد فيكم المجاهد مهدي المشاط، رفيق درب السيد القائد، الإنسان والأخ لكل مواطن. يقول الله تعالى: «والكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين» (صدق الله العظيم). ومن عهد الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى مالك الاشتر ما معناه: «وليكن عفوك تجاه رعيتك بقدر ما ترجوه من عفو الله سبحانهُ وتعالى عنك».
من المؤكد أن من كتب قصيدة «بعد ابن طه رجال رجال»، وغيرها من الملاحم الشعرية، يستحق التفاتتكم الكريمة وعفوكم، والمدة التي قضاها في الحبس حتى الآن قد يكون فيها الكفاية كعقاب على الخطأ من وجهة نظر من يرون ذلك. اختاروا ممن هم محل ثقتكم للنظر في الموضوع ومطالب الناس ويتم الفصل فيها والتجاوب معها وعدم السماح بتراكم القضايا وسخط العامة، فالكثيرون لا يجدون من يسمع منهم ولا من يستجيب لمناشداتهم.
قائد الثورة (يحفظه الله) يُشدد على نبذ الخلافات وحل القضايا، بما فيها القتل. والثورة قدمت نموذجاً في حلحلة قضايا استمرت لعقود، حيث دائماً ما نسمع صفح أولياء الدم في كل ميدان على مدار الأسبوع في كل منطقة، في إطار جغرافيا السيادة الوطنية، فهل يغيب هذا العفو عن الشاعر الجرموزي؟!
يبدو أن من سوء حظ الشاعر الجرموزي أن سجنه تزامن مع أحداث غزة ومعركة «طوفان الأقصى»، حيث الجميع مشغولون بحرب كبرى مع صهاينة العالم دفاعاً عن أهلنا في غزة وكامل فلسطين، والموقف اليمني يشهد له العالم، لكن مثلما رفع اليمنيون رؤوسهم في كل بقاع الأرض بالموقف المشرف الذي اتخذته المسيرة القرآنية بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عليه سلام الله، فإن للشاعر الجرموزي رصيدا في دعم الانتصارات التي وفّق الله إليها مسيرتنا وقائدنا، وأظن هذا الرصيد هو مما يشفع لشاعرنا الجرموزي...
نتمنى منكم النظر في الموضوع بعين العفو والصفح، أخوةً وجهاداً وإكراماً لأهلهِ وأطفاله، وكان الله في عونكم وسدد خطاكم وحف مقامكم بالبطانة الصالحة التي تدلكم على الخير وتعينكم على فعله.

أترك تعليقاً

التعليقات