شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
من الحلول التي طُرحت كمسار آخر وحل بديل أن تُتخذ الإجراءات القانونية حسب ما طرح وتعود ملكية الشركة للدولة.
طرح الجانب الحكومي أن تكون الخطوة الأولى هي الاتفاق على جدولة السداد ووضع خطة مالية، فنية، تسويقية ومبيعات، لتجاوز مرحلة الخطر وإنقاذ الشركة.
تم كل ذلك وتم الاتفاق ونحتفظ بكل الوثائق.
في يوم 10 ـ 3 ـ 2017م، هاجمني مسؤول مكلف من وزير المالية قائلاً: "يا شرف حجر أنت بتضحك علينا، وأصحابكم الشركة والمدير العام وهاشم الأحمر عقدوا اجتماع مجلس الإدارة في الأردن وقالوا للشركاء: ما عليكم، شهرين وتدخل الشرعية صنعاء وباتحتل أمور الشركة".
استفزني الكلام، وكان بحضور أناس منهم اليوم قيادات عليا في مصلحة الضرائب. رددت على كلامه بالقول: لو كنت كما تقولون فأنا في فسحة من أمري، ولست ملزماً بتحمل المسؤولية والمخاطرة، وأنا قادر على عدم التدخل، أو لكنت اليوم في الأردن كالبقية، وقد قدموا لي عروضاً منذ بداية العدوان، لكني رفضت الخروج من صنعاء. نفذوا جانبكم مما تم التوافق عليه، والميدان كفيل بإثبات مصداقية الجميع.
صدر قرار تشكيل اللجنة من شخصين: شخص عن جانب الدولة، وأنا عن الشركة، وكنت حريصاً على تبديد الشكوك والكلام الذي قيل وإثبات من أكون، وفي نفس يوم استلامي لقرار الدولة مرفقاً بقائمة صلاحيات، عملت على توريد أول دفعة سداد لخزينة البنك المركزي، مئات الملايين دفعة أولى.
وصلني نفس اليوم بعد ساعات من التوريد اتصال تهديد: "يا حوثي، يا شطف السادة، من قال لأبوك تورد الزلط للبنك المركزي؟! احنا طلبنا إنك تؤجل السداد، مش تورد لهم الأموال".
أجبت بكل ثقة: كيف نؤجل سداد أموال الدولة، وقد صدرت أحكام قضائية ملزمة، وأنا أفعل الصواب لإنقاذ الشركة؟!
قيل لي: "أنت ممنوع من دخول الشركة، ولا عاد تدخل".
انتهت المكالمة. وعندما وصلت إلى الشركة اعترضني مرافقو المتصل، وقالوا لي: أنت ممنوع من دخول الشركة.
رجعت أتصل للمسؤولين الذين ترتب كل شيء بإشرافهم، لكن لم يجب على اتصالاتي أحد منهم. عدت إلى منزلي وبقيت فيه حتى وصلني خبر أنه تم التحرك والتنسيق وشرح ظروف الشركة، وأن الإدارة تطلب التأجيل، وتم تحرير رسالة بذلك! والفاجعة أنه تم الترحيب بطلب تأجيل السداد وطلعت أنا الذي واقف ضد مصلحة الإدارة والشركة! كنت في دوامة، كيف يتم هكذا أمر؟! ومن يقف خلف هذه المؤامرة؟! ومن هؤلاء الفاسدون؟!... لكني حينها لم أجد أي إجابات.
يومها كانت الإدارة التي بقيت في صنعاء تهتم لإنقاذ الشركة، ووجهت لي رسالة شكر قبل معرفتهم بنوايا وتوجهات الإدارة الملتحقة بصفوف العدوان، وسبقت رسالة الشكر تعليماتهم الجديدة التي استلمتها، وتم شكري لجهودي كبطل وطني، لكنه كان اطمئناناً لعدة ساعات فقط، قبل انقلاب الفاسدين ضدي.
أغلقت أبواب المعنيين أمامي، فلزمت منزلي، وأنا لا أدري كيف أفسر الأمر. بقيت في حالة صدمة، ومن تلك اللحظة تم استهدافي، وشبت ضدي حرب لم أعرف من يقف وراءها، وتعرضت لمحاولة اغتيال، مجاميع مسلحة من منزل أحد القادة العسكريين لقوات التحالف من صنعاء، الساعة الواحدة ليلاً تحاول مداهمة منزلي، ملثمين ومنتحلين صفة أفراد "مكافحة الإرهاب" لأنصار الله يحاولون اقتحام مسكني، وكل الإثباتات لدي. وقمت بالتبليغ وتم التحقيق ولم يفعل أحد أي شيء.
هذا الكلام والأنصار هم من يمتلكون زمام الأمور في صنعاء، خلفهم لوبي مخيف، فمن سألاحق؟! ولا من فائدة. تم استهدافي ببلاغات كيدية وتم استدعائي عدة مرات من جهات رسمية، وثبتت براءتي من كل شيء، وعندما كانت تثبت براءتي يقولون لي: خلاص رح لك. طيب اشتي أعرف ممن البلاغات، وعلى أي أساس تم استدعائي. يقولون لي: خلاص رح لك!
بعد ما حصل، التزمت البيت ولم أتكلم مع أحد بما حصل، وكيف تم مجازاتي جزاء سينمار، ماذا أقول؟! وهل أتيح الفرصة لمن يريد أن يشيطن الأمور لتشويه الرجال المدافعين عن الأرض والعرض؟! لقناعتي أن الزلل الذي واجهته هو ثقافة فساد متوارثة ولا تمثل الأنصار، لذلك عزمت على السكوت. استمرت مضايقتي حتى إلى شقة سكني، تصرفات وأساليب لا يفعلها إلا السفهاء وأشباه الرجال من الأنذال.
وفي تاريخ 22-10-2017 حصل ما لم أكن أتوقع، وبيد وهيلمان من لم أتخيل في لحظة من اللحظات أن يستهدفني! كنت في ذلك اليوم مع ابني وابنتي في مركز الدكتور عصام الذهباني، والطفلان في غرفة العمليات يخضعان لعملية جراحية "استئصال اللوزتين" بعد أن تضاعفت الالتهابات وتوجب إجراء العملية. وبينما خرجت ابنتي من الجراحة ولم تستفق بعد وأُدخل ابني للتخدير، رن هاتفي وليته لم يرن! كان رقماً محجوباً، قال لي المتصل منه: أنت شرف حجر؟ قلت: نعم، من معي؟! قال: معك مكتب أبو فلان… (سلام الله عليه).
صمتُّ للحظة وأنا غير مصدق أن مكتب أبو فلان، أحد أنفذ رجال الدولة، يتصل بي، وكنت أسال نفسي: ما يشتوا مني؟!
عاد المتصل يقول: ألو! قلت: نعم. قال لي: مطلوب حضورك الآن، وقد صدرت تعليمات بضبطك وإلقاء القبض عليك وتم التعميم للأجهزة الأمنية. لم أستوعب ما سمعت، فلم يخطر ببالي في تلك اللحظة أن أقول ليش أو ما هو السبب، فرددت على المتصل: أنا أرافق أولادي، وهم في غرفة العمليات. رد المتصل قائلاً: افهم كلام، تحضر الآن، يعني تحضر الآن. ثم أغلق الخط في وجهي.
بعد دقائق اتصل بي مجدداً: وين قدك؟!
وأنا مفجوع، اتصلت بإخوتي، وشخص آخر ممن أثق بهم، فحضروا إلى مركز الدكتور في شارع الزبيري، وأول ما وصلوا عندي سألوني: خير إيش حصل؟! قلت لهم: جاءني اتصال وقال لي المتصل كذا وكذا...
صمت الجميع وبعد ثوانٍ سألوني: إيش قد سويت؟! وأنا أجيب: لا أدري، ولم أفعل أي شيء!
فكرت لحظتها أن السبب ربما ما حصل في موضوع توريد مديونية الدولة كما وضحت سابقاً، وأن القيادة تشتي الإثباتات من عندي، لكي تعرف التفاصيل وتقوم بضبط الخونة والفاسدين ورد اعتباري. ثم بدأت أراجع نفسي وأتساءل: طيب ليش قال إنه قد صدرت توجيهات أبو (...) بضبطي وتم التعميم علي لدى الأجهزة الأمنية؟! وأرجع أقول: لا.. لا.. في حاجة مش صح، أكيد في غلط!
تركت إخوتي عند أولادي وتحركت إلى المكان الذي تم تحديده في منطقة الحصبة، جوار مجلس الشورى، وانتظرت هناك حتى قالوا لي أدخل إلى وزارة المياه. دخلت الوزارة، فاستقبلني ملثمون فتشوني وأخذوا تلفوني، وقال لي أحدهم: والله لو ما جيت لكانت تقوم قيامتك!
أدخلوني إلى استراحة وزارة المياه في الدور الأخير، وكان هناك أناس كثيرون من أنصار الله وغيرهم، وكان (سلام الله عليه) موجوداً خارج الصالة في مكان قريب. وبمجرد دخولي وكان يقف خلفي عساكرهم، تم سؤالي: أنت شرف حجر؟! أجبت: نعم. فبدأ شخص لا أعرفه ولم ألتقه من قبل بمهاجمتي كلامياً، هددني وتوعد بسحبي في شوارع صنعاء وخلس ظهري، ووجه لي الكثير من الإهانات. كنت حينها في صدمة، وأقول له: عيب ما يصلح هذا الكلام، لا تغلط علي، ولا هذه أخلاق أنصار الله، اتقِ الله!
استمر الرجل بمهاجمتي لفظياً وبوقاحة، دون أن يسكت، مستغلاً أنني محاط بمرافقيهم. وأنا أقول له: إيش فعلت بكم؟! وكانت الإجابة الصادمة قال لي: أنت نصبت أموالاً كثيرة وسيارة باسم (سلام الله عليه) وأنصار الله، والله لنفعل بك... ونسوي بك... وأنا غير مصدق حينها ما أسمع.
أظلمت الدنيا في وجهي وتوقفت الكلمات أمام هذا الشخص السوقي الذي لا يعرف للأخلاق مجالاً، حيث كان يتلفظ بألفاظ بذيئة ويتوعدني بالتنكيل.

👇


أترك تعليقاً

التعليقات