ماذا تريد السعودية؟
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
لا شك أن أمريكا مهيمنة على كل الدول العربية باستخباراتها وسفاراتها، وتقارير سفرائها الذين جعلوا من سكان الخارطة العربية مجرد قاعدة بيانات لا أكثر.
ومن جانب آخر، كانت السعودية هي التي تحكم الوطن العربي عبر سفرائها الذين يرفعون تقاريرهم لوزير خارجيتهم، ويوضحون له بالأرقام احتياجات الصحف والمجلات والقنوات والإذاعات من الدعم المالي في هذه البلدان، لضمان بقاء تلك الوسائل الإعلامية تعمل ضمن أجندتهم، وتتحول إلى بوق لتلميع صورتهم المتسخة متى استدعت الحاجة إلى ذلك. إضافة إلى رفع السفراء تقارير عن المظاهرات، والحركات الطلابية، واحتياجات المشايخ إلى مال لشراء أسلحة وتجنيد أتباع يفتعلون ما يشاء السفير السعودي من المشاكل متى أراد، لأنهم أصبحوا أدوات يحركهم المال السعودي.
ملأت السعودية بمالها بطون القادة العرب، ورؤساء وزرائهم، والقادة العسكريين، والمثقفين، ورجال الدين. وحين تفكر السعودية بإحداث انقلاب في أي دولة بدأت تتمرد عليها، فإنها تطيح بقادة هذه الدول من خلال القادة العسكريين الذين قامت بشرائهم مسبقاً، وتصرف لهم مرتبات من كشوفات اللجنة الخاصة، ثم تستخدم المثقفين للتطبيل لها وتلميع وجهها، وبعد ذلك يأتي دور رجال الدين ليشرعنوا جرائمها والفوضى التي أحدثتها، كما فعل الزنداني واليدومي وغيرهما، مثل صعتر الذي قال إن "عاصفة الحزم" على اليمن جاءت بأمر الله!
تريد السعودية أن تتحكم بمفاصل الأمور، على امتداد الخريطة العربية، ظناً منها أنها تستطيع تدجين كل الشعوب، لكن هذا التحكم لن يجعلها أقوى بقدر ما سيضعفها. وقد استطاعت بالفعل في ما يخص تسميم عقول هذه الشعوب بالفكر الوهابي، الذي كان أكبر شرارة لاشتعال الإرهاب في كل الدول العربية والإسلامية.
وقد نجحت في ضخ خزائنها لدعم "إسرائيل" وأمريكا، ونجحت في تدمير اليمن وسوريا والعراق وليبيا والصومال، وأشعلت الفتن في دول أخرى. وهي تجهل أن ألسنة اللهب هذه ستمتد إليها، وتأتي عليها.
ما نخوضه اليوم مع السعودية هو معركة كرامة واستقلال وحرية، وقد خرجنا من تحت وصايتها، ومن تقارير سفرائها. وستخوض بقية الدول نفس المعركة، وحينها ستتكاثر السكاكين لقطع بقية أذرع الأخطبوط السعودي الذي جنى على نفسه، وتنتهي أسطورة بني سعود إلى الأبد، لتتحول إلى واحدة من عبر التاريخ وقصصه المليئة بالخزي والعار.

أترك تعليقاً

التعليقات