ألاعيب السعودية
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
الخميس الماضي، «رحبت السعودية بإصدار الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إعلاناً بإنشاء مجلس القيادة الرئاسي، وأعلنت تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ ثلاثة مليارات دولار أمريكي».
تصدر هذا الخبر السعودي قائمة الأخبار المختصة بالشؤون اليمنية، مع أن الشعب اليمني من المهرة إلى صعدة يعرف أن عبد ربه منصور هادي لم يعلن إنشاء مجلس القيادة الرئاسي من تلقاء نفسه، وإنما تمت صياغة هذا الإعلان بأقلام سعودية، وكان دور عبد ربه منصور شبيهاً بدور المذيع الذي يقرأ نشرة الأخبار.
أما بخصوص الثلاثة مليارات دولار، فهذا أمر آخر أكثر وقاحة من العدوان، فنحن لسنا بحاجة إلى دولاراتكم القذرة، فقد سال من دماء أطفالنا ونسائنا ما يكفي لأن تمطر السماء دماً على رؤوسكم، ولسنا بحاجة إلى مساعدات مصبوغة بدمائنا، لأننا لا نأخذ المال مقابل الدم، ولم نعد قادرين على كظم الغيظ، وسنأخذ بثأرنا، فـ»العفو أقرب إلى التقوى» لم يعد ضمن خياراتنا.
يعتقد سلمان أنه حكيم باتخاذه هذه الإجراءات، وتدخله في شؤون اليمن، مع أن الحكمة كانت في بقائه في مملكته بعيداً عن ارتكاب أيِّ حماقة تجاه اليمن، وهي أكثر من حماقة، لأن الهدف منها ديني وعقائدي لا أكثر، ومهما كان اليمنيون صبورين ومتسامحين إلا أنهم لا ينسون ثاراتهم، وسيردون الحجر من حيث جاء. وما قمنا به حتى الآن من تكبيدهم خسائر باهظة في منشآتهم النفطية والعسكرية ليس سوى البداية والنزر القليل، ولن يطيِّب نفوسنا إلا زوال مملكة بني سعود لكي يعيش اليمن والدول العربية والإسلامية بأمان. وكل المؤشرات تؤكد اقتراب زوال هذه المملكة الطارئة. وستعود السماء زرقاء، وسيعود اليمن سعيداً، وستطيب نفوس الأمهات الثكالى.
لم تقتلنا الضربة بقدر ما جعلتنا أقوياء، لأننا نحن شعب يمني خالص، ولم نستعِن بأحد، لأننا لا نراهن على غيرنا. وليعلم بنو سعود أن أبواباً كثيرة كانت مفتوحة أمامهم، لكنهم اختاروا أن يفتحوا الباب الخطأ، الباب الذي ليس له قفل، الباب الذي لا يطلُّ سوى على الهاوية.

أترك تعليقاً

التعليقات