تزوير
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

لا أدري كيف لرجل هارب من وطنه أن يتركه في وقت حاجة هذا الوطن إليه، ويسمِّيه «السجن الكبير»، ليتنقل بين نعيم باكستان ودفء القاهرة، التي تعرَّف فيها على حسن البنا والفضيل الورتلاني، وانضم بعدها إلى جماعة الإخوان المسلمين. وقد كان حسن البنا يرى أن اليمن أنسب البلاد لإقامة الحكم الإسلامي الصحيح- كما يقول علي ناصر العنسي، صديق الزبيري، الذي كان يدرس حينها في الأزهر- وأن المناخ مناسب للإخوان المسلمين ليعملوا فيها.. وحين عاد الزبيري إلى اليمن عام 1942م قدَّم مذكرة للإمام يحيى حميد الدين تتضمن مشروعاً لإنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يوافقه الإمام يحيى على مشروعه هذا، لأنه مشروع هجين.
ترك اليمن وقت اشتعال الثورة وسماه «السجن الكبير»، وعاد بعد الثورة ليقلده الإخوان المسلمون لقب «أبو الأحرار»، مع أنه لم يسمع طلقة واحدة، فضلاً عن أن يطلق هو هذه الطلقة.. وبعد 3 سنوات من قيام الثورة تم اغتياله في برط، وتم إخفاء سبب اغتياله الذي لا يمتُّ للثورة بأية صلة.
محمد محمود الزبيري يشبه عبد ربه منصور هادي، الذي فرَّ هارباً، تاركاً وطنه، ليتغنى في فنادق الرياض بوطنيته وشرعيته.
في 1944م أسس الزبيري مع صديقه أحمد محمد نعمان «حزب الأحرار»، وبعد عامين تحول اسمه إلى «الجمعية اليمانية الكبرى»، وأصدر صحيفة «صوت اليمن»، وقد فوضت هذه «الجمعية اليمانية» حسن البنا في أن يتحدث عنها في كل شأن من الشؤون التي تخصها.. ألا يدل هذا على شيء؟
«يومٌ من الدهر لم تصنع أشعته... شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا»
يعتقد الكثيرون أن الزبيري كتب هذا البيت ليوم الـ26 من سبتمبر، بينما هو في الحقيقة ضمن قصيدة عنوانها «بمناسبة العيد الأول لقيام باكستان»، ومطلعها:
«اليوم ولَّى بباكستان ماضينا... نحسّ وقع خطاه في مغانينا»
ولا أدري كيف انطلت عليه تسمية «أبو الأحرار»، مع أن الأحرار لا أب لهم، وإلا لما كانوا أحراراً في وجود أبوية من أي نوع، فكيف حين تكون هذه الأبوية مُقنَّعة بقناع الإخوان المسلمين، والعمل لصالح حسن البنا والفضيل الورتلاني؟
من يقرأ قصائد الزبيري، لن يشعر بانتمائه إلى اليمن، لأنه كان يكتب شعراً دون هوية، شعراً لا ينتمي لأية منطقة يمنية، بل هو أقرب للنظم منه إلى الشعر.. ولو قرأنا تاريخ الزبيري بعين ناقدة ومحايدة، فسنجد أنه لا علاقة له بالشعر ولا بالثورة.

أترك تعليقاً

التعليقات