ديسكو إسلامي!
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

قلت في مقال سابق إن الانفتاح المتسارع لشعب كان محبوساً في قمقم ابن عبدالوهاب وفتاوى ابن تيمية، سيضره هذا الانفتاح أكثر مما ينفعه، إذ إن هذه الخطوات الانفتاحية يجب أن تكون متدرجة على مدى سنوات طويلة لكي يستطيع الناس تقبلها، فحين أجازت السعودية قيادة المرأة للسيارة اعتبروها واحدة من الكبائر، رغم أن السعودية هي الدولة الوحيدة على الكرة الأرضية التي مازالت تمنع النساء من قيادة السيارة.
ها هي السعودية فتحت ديسكو إسلامياً، ولا أدري كيف سيكون إسلامياً.. يعني الخمر بيكون مقرياً عليه، والبيرة ستكون مخلوطة بماء زمزم؟ وطالما أنه ديسكو إسلامي فإنني أتخيل حين يكون وقت الأذان سيأتي القائم على الديسكو إلى الرقاصة ويقول لها: حسبُك.. وسيكون هذا تحت إشراف فقهاء ابن سلمان ومباركتهم.. وقد بدأ بهذه المباركة عايض القرني حين اعتذر للشعب عن التشدد والكذب الذي ملأوا به عقول الناس، وصرَّح أنه على دين ابن سلمان.. وسنسمع قريباً ما سيقوله أصحاب الفضيلة في المملكة بشأن الديسكو، ولا أستبعد أن يعمل عايض القرني في هذا الديسكو، أو يقف على الباب ويوصي الداخلين إليه بالدخول برجلهم اليمنى.
ديسكو يعني رقص.. والرقص لا يكون إلا بمصاحبة الموسيقى، والموسيقى حرام شرعاً في نظر علماء السعودية.. فهناك نساء كثيرات تقدمن للمحاكم بطلب الطلاق بحجة أنها اكتشفت أن زوجها مدخن ويسمع الأغاني والعياذ بالله.
جزء كبير من الشعب السعودي يتوق إلى الحرية، فقد تجرعوا سموم فتاوى ابن باز وغيره لعشرات السنين، لأن المواطن سيشعر بالاستغفال حين أقنعوه لسنوات طويلة بشرب بول البعير، بينما هم يشربون أفخر أنواع النبيذ والخمور.
أنا لست معترضاً على الديسكو في السعودية، فهذا لن يضرنا بقدر ما تضرنا صواريخهم وطائراتهم وأحقادهم على اليمن.. أنا معترض على حشر كلمة "إسلامي" فقط.. لماذا لا يسمون الأشياء بمسمياتها، ولماذا كل تجاوز نقوم به نلصق به صفة "الإسلامي"؟
لو فتح ابن سلمان ديسكو وأندية للتعرّي، وملأ بئر زمزم بالويسكي، ولو هدم الكعبة أيضاً وبنى مكانها أندية للقمار والرقص، فذلك أهون مما يفعله هذا المجرم بأطفال اليمن ونسائها.

أترك تعليقاً

التعليقات