وجع المعرفة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
يكتب الشاعر بكل ألم الوجود، ووجع المعرفة، وفظاعة الحقيقة البشرية التي تجعل الشاعر يتألم نيابة عن العالم بأكمله، ويشعر بالذنب كأنه المتسبب في مأساة هيروشيما، والمعني بغرقى كل الفيضانات.
ورغم زحام كل هذا الوجود الذي يغوص فيه الشاعر، فإنه قد يجد نفسه وحيداً، ويجد وجهه غريباً عنه حين يقف أمام المرآة، خشية أن يكون للمرآة وجه آخر.
إنها غربة الذات في زمن يعيش فيه البشر ويرحلون دون أن يعرفوا لماذا جاؤوا إلى الحياة، فرحلوا منها دون أن يتركوا أثراً يدل عليهم سوى شاهدة قبر.
هذه الغربة يدفع الشاعر ثمنها باهظاً، ويظل يسدد فاتورتها بالنصوص والكتب والتأملات التي تنفخ الحياة في صخرة العدم.
غربة لا يفهمها سوى الشعراء والفلاسفة الذين ينظرون إلى هذا الوجود بعيون مختلفة.
غربة لا تلامس سوى النفوس الصافية، المتأملة، المليئة بغربة الذات، لإحساسها أنها في المكان الخطأ، أو أنها جاءت في زمن غير زمنها.

أترك تعليقاً

التعليقات