انقلاب معادلات العدوان
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

كانت السعودية تقصف واليمن تشكو وتتألم..
 الآن اليمن هي التي تقصف مطارات السعودية وقواعدها العسكرية، والسعودية تشكو وتستغيث بمن ساندها ليمتصَّ ثرواتها مقابل حمايتها.
كانت السعودية ترتكبُ جرائم إبادة جماعية وتقصف اليمن بأسلحة محرمة دولياً، ثم تنكر جريمتها.. وحين لا تستطيع إنكار هذه الجريمة تدفع الأموال لمرتزقتها الذين يبررون بأنها ضربة خاطئة..
اليوم، اليمن تقصف مطارات السعودية وتعلن عن كل ضربة، دون أي إنكار أو تبرير، لأن ضرباتنا لم ولن تكون خاطئة في يوم ما.
كان أحمد عسيري، الناطق باسم تحالف العدوان، يطلُّ من شاشة قناة العربية كل مساء ليخبر العالم أنهم قصفوا معسكرات ودمروا مخازن أسلحة بأكملها، ثم يقطع عهداً، في نهاية مؤتمره الصحفي، بالقضاء على الميليشا الحوثية حسب زعمه..
الآن، يطلُّ العميد يحيى سريع، الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، ليخبر العالم أن اليمن قصف مطارات أو قواعد عسكرية، ويتوعد السعودية بالمزيد إذا لم تتوقف عن عدوانها، ولا ينسى يحيى سريع أن يخبرهم عن الأهداف القادمة التي ستقصفها الصواريخ اليمنية.
كان محمد بن سلمان يدلي بتصريحات يؤكد فيها لشعبه، الذي يتظاهر بتصديقه، بأنه سينتصر علينا، وبأنه سيحسم المعركة لأن أطراف خيوطها بين أصابعه وهو الذي يحركها كيف ما يشاء..
اليوم، القوة الصاروخية هي التي تتحكم بهذه الخيوط، وهي التي تؤكد أنها ستحسم المعركة حتى لو استمر القتال إلى يوم القيامة...
صرَّح أحمد عسيري، في بداية العدوان على اليمن، بأنهم قاموا بتدمير 98% من السلاح اليمني، وبأن المملكة أصبحت آمنةً ولا خوف عليها من اليمن الأعزل الضعيف، وأصبح من المستحيل أن يقوم اليمن بالرد لأنه لم يعد يمتلك الأسلحة والصواريخ..
وبعد عامين من العدوان، صرَّحت القوة الصاروخية اليمنية أنها بصدد تصنيع صواريخ وطائرات مسيَّرة بأيدٍ يمنية خالصة.
كان السعوديون ينشرون مقاطع فيديو لطائرات أباتشي وهي تقصف (هذه المقاطع بلاستيشن من لعبة يعرفها الجميع) ويقومون بإضافة صوت مدبلج بلهجة سعودية لقائد الطائرة، يقول إن هذه العملية حصدت مئات الحوثيين.. مقاطع مفضوحة لإثبات بطولة زائفة كي لا يشعروا بالإهانة أمام العالم. حتى بارجاتهم وأساطيلهم التي كنا نقوم بتدميرها في الساحل الغربي كانوا يزيفونها بالبلاستيشن.. 
بينما كان مقاتلونا يوثقون بطولاتهم في أرض العدو السعودي بالصوت والصورة، ويضعون بطائق القتلى من الجنود والضباط السعوديين على صدورهم، ويصورون حتى أرقامهم العسكرية.
سخروا في مواقع التواصل الاجتماعي من فكرة تصنيع صواريخ يمنية، وضحكوا كثيراً، وكتب مرتزقتهم في "تويتر" بأن هذه الطائرات والصواريخ ليست موجودة سوى في رأس الرئيس الصماد ومحمد علي الحوثي..
وحين وصلت هذه الصواريخ والطائرات إلى جدة والطائف وأبها ونجران وجيزان، ووصلت أيضاً إلى مطار أبوظبي، تحولوا إلى نوائح وتوسلوا دولاً كبرى للتدخل وإقناع الحوثيين بإيقاف صواريخهم وطائراتهم التي يقصفون بها السعودية.
هكذا انقلبت المعادلة، وأتت الرياح اليمنية بما لا تشتهي سفن بن سلمان.. وتغيرت معادلات كثيرة يعرفونها جيداً ولا يتسع المجال لذكرها هنا، لكنهم لن يتعظوا ولن يأخذوا العبرة حتى يكونوا هم عبرة لغيرهم.

أترك تعليقاً

التعليقات