«الزمن الجميل».. هـــل كـــان جميــــلاً حقـــاً؟! الحلقة 70
- مروان ناصح الأربعاء , 24 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 9:38:52 PM
- 0 تعليقات

مروان نــاصح / لا ميديا -
أزمة البحث عن العمل المناسب.. بين الحلم والواقع الصعب
حين يغلق الطالب آخر صفحة من كتابه الجامعي، ويطوي آخر يوم في خدمة الجندية، يخرج إلى الدنيا كطائر فتّح جناحيه لأول مرّة.
عيناه معلقتان بالسماء، لكن قدميه تصطدمان بأرض صلبة، فيها شِراك البطالة، ومتاهات القوانين، وضجيج المنافسة.
صدمة البداية
يتوقع الشاب أن يجد عملاً يشبه أحلامه، فإذا به يطرق أبواباً لا تفتح، أو تفتح على وظائف ضيقة كالقفص. يقبض راتباً لا يكفي لشراء جناح صغير من حريته. وهنا تبدأ أول هزّة: هل كان كل التعب عبثاً؟
قوانين العمل.. شراع في ريح متقلبة
لا شيء أشد قسوة من أن تبحر بسفينة حياتك وشراعها في قبضة ريح لا تهدأ. قوانين العمل تتبدل فجأة، امتيازات تمنح اليوم وتُسحب غداً، شروط تضاف كأغلال، فيبقى الشاب معلّقاً بين أمل ضبابي وخوف ثقيل.
البطالة.. شبح يطوف المدن
يزداد عدد الوجوه المتعطلة عن العمل، كأنّ الشوارع امتلأت بعيون تنتظر، وأيدٍ فارغة تبحث عن أمل.
آلاف يتنافسون على مقعد واحد، وكأنهم في سباق لا يُكافأ فيه إلا الأول، بينما يُترك الآخرون لأحزانهم.
ارتدادات على الحياة الشخصية
حين يطول الانتظار، يتأخر العمران في البيوت، والزغاريد تخفت، والحب نفسه يتردد قبل أن يقرع باب الزواج.
تشتد الضغوط حتى يرحل بعضهم إلى بلاد بعيدة، أو يبدلوا دروبهم، يخلعون ثوب تخصصهم، ويرتدون آخر بحثاً عن رزق كريم.
بين الأمس واليوم
في "الزمن الجميل"، كانت الوظيفة أشبه بمفاتيح تُسلّم للشاب ليفتح بها أبواب الاستقرار.
اليوم، العمل كطائر برّي، إن لم تُحسن ملاحقته طار بعيداً.
ومع ذلك، يبقى التفاؤل ممكناً، لأن المهارة والإصرار كفيلان بأن يحوّلا العثرة إلى سلّم.
خاتمة
إنها ليست نهاية الحكاية، بل امتحان آخر من امتحانات الحياة.
من يصبر ويثابر، يكتشف أن العمل لا يأتي دوماً في الموعد، لكنه يأتي في النهاية، كزهرة برية تشق طريقها بين الصخور.










المصدر مروان ناصح
زيارة جميع مقالات: مروان ناصح