إيران سترد في الوقت المناسب
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
الاعتداء على إيران بالطائرات المسيرة هو عمل ينتهك كافة الأعراف والقوانين الدولية، ويتجاوز تلك العمليات والضربات الاستخباراتية التي تعودنا عليها بين إيران و»إسرائيل»، وقد يكون لها عواقب وخيمة في حال تم تحديد مصدر تلك الاعتداءات بشكل قاطع.
كما أن مثل هذه الأعمال تفتح بابا لصراع من نوع آخر قد تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأفضل فيه على مستوى العالم، وربما الكيان الصهيوني قد يكون ارتكب خطأ استراتيجيا بنهج هذا الطريق. وفق كل الحسابات والمعايير فالخاسر الأكبر في صراع الطائرات المسيرة سوف يكون الكيان الصهيوني؛ كونه غير قادر على مواجهة مثل هذه المعارك، بل إن الكيان الصهيوني لن يتحمل ضربات محدودة، نظرا للمساحة الجغرافية الصغيرة والتركيبة السكانية والحالة النفسية للصهاينة التي قد تنهار أمام أبسط الضربات والخسائر البشرية.
بخلاف الجمهورية الإسلامية التي تمتلك مساحة كبيرة جدا، فهي قادرة على امتصاص عشرات الآلاف من الضربات التقليدية، وتركيبة سكانية مقاومة تعشق الشهادة ولا تخاف المعارك ومتعودة على الأزمات والحروب ولا تخشى صافرات الإنذار.
كما أن إيران تمتلك خيارات متعددة ومواقع محيطة وقريبة جدا من الكيان تستطيع إطلاق الطائرات المسيرة منها وجعل الحياة داخل الكيان الصهيوني جحيما لا يطاق. ويكفي أن تقوم إيران بتزويد فصائل المقاومة الفلسطينية ببعض من تلك الطائرات المسيرة أو مساعدة الفصائل الفلسطينية في تصنيع وتطوير الطائرات المسيرة. كما أن القبة الحديدية في الكيان غير مجهزة للتعامل مع الطائرات المسيرة. وحتى لو تم تطوير تلك القبة للتصدي للطائرات المسيرة فإن العملية مكلفة للغاية وتحتاج القبة الحديدية لثلاثة صواريخ بملايين الدولارات لإسقاط طائرة مسيرة بألفي دولار.
مع أن أصابع الاتهام تشير إلى تورط أوكرانيا، الموجوعة من الطائرات المسيرة الإيرانية المقدمة إلى روسيا بهذه الأعمال العدائية ضد إيران، إلا أن «نتن ياهو» الذي يدرك أن اللعب مع إيران بنيران الطائرات المسيرة خطأ استراتيجي كبير لن يلجأ إليه الكيان الصهيوني، لم يكن أمامه من خيار آخر لإشغال الصهاينة والعالم عن الفشل الأمني الذريع لأجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية التي كشفتها عملية القدس المباركة، إلا استغلال تلك العمليات وإيهام الناس بأن الأيادي الصهيونية تقف خلف تلك العمليات، مع خطورة ذلك.
ومع أن الهدف من العملية ضد إيران إرباك المشهد وتوسيع بقعة الصراع وإرسال رسالة إلى إيران بأن هناك ثمناً وعواقب لمحاولاتها الدائمة السير بالاتجاه المعاكس للرغبة الغربية، إلا أن إيران لا تغفر لمن اعتدى عليها، ولديها في جعبتها وسائل كثيرة للرد والعقاب في الوقت المناسب.

أترك تعليقاً

التعليقات