الحل في صنعاء فقط
 

محمود المغربي

محمود المغربي  / لا ميديا -
مع ورود أنباء عن وصول وفد عماني سعودي رفيع المستوى إلى صنعاء، من الواضح أن النظام السعودي قد أدرك أن الإدانات الدولية والشجب وبيان الدول الثلاث لن تحمي المملكة ولن تمنع وصول الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية إلى بقيق وغيرها من المناطق الحيوية، ولن تعيد ما كانت تنهبه المملكة من نفط وثروات اليمن، ولن تحافظ على تواجد وبقاء الهيمنة والوصاية السعودية على اليمن، وأن الحل ليس في واشنطن التي جاءت منها المشكلة وقرار العدوان على اليمن، ولا من باريس أو لندن، بل في صنعاء.
وربما النظام السعودي بات يدرك أن شروط ومطالب صنعاء هي أقل الأثمان وأفضل الصفقات المتاحة لعودة الهدنة وحماية المملكة! ويا له من ثمن بخس! دفع رواتب موظفي الدولة اليمنية من الثروات اليمنية المنهوبة، وفتح مطار صنعاء وزيادة عدد الرحلات الجوية والدول التي يمكن السفر إليها مباشرة من صنعاء، والسماح بدخول السفن النفطية المتفق عليها إلى ميناء الحديدة دون احتجاز. مطالب مشروعة ومتواضعة ولن تكلف النظام السعودي شيئاً سوى هدر القليل من الكبرياء والنزول درجة واحدة، حتى أن الأنصار ليس لهم أي مصلحة أو مكسب شخصي في تلك الشروط سوى التخفيف من معاناة كل أبناء الشعب اليمني.
وكنا نتمنى أن يرتفع سقف الشروط والمطالب، وأن يتم إضافة مطلب يلتزم فيها العدو بوقف العدوان بشكل كامل وخروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية في مدة مزمّنة ورفع الحصار المفروض على اليمن، وإعادة الإعمار ودفع التعويضات، ووقف عمليات نهب النفط اليمني، والسماح للحكومة في صنعاء بالإشراف على ما يصدر من نفط وغاز إلى الخارج، وعدم إبرام أي صفقات نفطية وغازية جديدة مع أي شركات أجنبية إلا بعد حدوث تسوية سياسية في اليمن، بالإضافة إلى وقف عمليات الصيد ونهب الثروة السمكية، ووقف عمليات الاستحداث في الجزر اليمنية ووقف عمليات التوطين والتجنيس ونهب الشجر والحجر والأحياء البحرية والبرية، التي تقوم بها دولة الإمارات في جزيرة سقطرى المحتلة.
وأعتقد أن الأنصار قادرون على إدراج وفرض هذه الشروط وإجبار العدو السعودي على القبول بها في الوقت والظروف الراهنة، وأن الشعب اليمني مستعد لتحمل كافة التبعات لهذه الشروط والمطالب؛ كونها مطالب محقة وعادلة وتلبي كل أهداف وطموحات كل أبناء اليمن، ولن نخسر شيئاً إذا لم يقبل العدو تلك الشروط، فقد تعودنا على الأزمات والجوع والحرب، ولن تأتي أيام أكثر سوءاً من تلك التي عشناها طوال السنوات الماضية، بل إن الخاسر الأكبر في حال تم رفض المطالب اليمنية هو النظامان السعودي والإماراتي والغرب المشارك في العدوان على اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات