محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
علينا كما يقول المثل النظر إلى نصف الكأس الممتلئ والتخلي عن النظارة السوداء التي تجعلنا نشاهد كل شيء أسود ومظلما، فهناك الكثير مما تحقق من الإنجازات والانتصارات، ويكفي أن السفراء السعودي والأمريكي والبريطاني أصبحوا بعيدين عن صناعة القرار في صنعاء ومناطق السيادة الوطنية.
وأن عفاش وأسرته وبيت الأحمر وقيادة حزب الإصلاح وكل تلك العصابات التي سيطرت على السلطة والنفوذ وثروة الشعب اليمني لخمسة عقود أصبحوا خارج الوطن والسلطة وأصبحت صنعاء بالنسبة لهم حلما بعد أن كانوا أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة فيها.
وأن العمليات والجماعات الإرهابية التي وصلت إلى ميدان السبعين وعلى بعد 100 متر من رئاسة الجمهورية وذبحت وفجرت وقتلت الناس في المستشفيات والمساجد ولم يسلم منها حتى أفراد الجيش والأمن الذي كان يفترض أن نحتمي بهم لم يعد لهم وجود ومحرمة عليهم مناطقنا.
وأن اليمن أصبحت رقما صعبا في المنطقة والعالم وقوة عسكرية وسياسية يحسب لها ألف حساب، وأن الصواريخ والطائرات المصنوعة بأياد يمنية وصلت إلى الرياض وأبوظبي وأبعد من ذلك بكثير، وأننا جعلنا السعودي والإماراتي يتوسلون الهدنة ووقف الضربات العسكرية وجعلنا من الجندي السعودي مثار سخرية وضحك كل العالم وجعلنا الدول العربية والعالم المنافق والجامعة «العبرية» ومجلس الأمن والأزهر غير الشريف يدين ويستنكر ويشجب الهجمات والضربات والصفعات اليمنية في وجه النظام السعودي ليل نهار، وأصبحنا قادرين على وقف عمليات نهب وسرقة الثروات النفطية اليمنية.
وأن العالم أصبح يتداول ويحكي قصص وبطولات وأساطير المقاتل اليمني الحافي القدمين الذي أحرق فخر الصناعات العسكرية الأمريكية والأوروبية بولاعة، وصمد ثمان سنوات أمام أقوى آلة عسكرية في العالم وحقق الانتصارات العظيمة رغم العدوان والحصار وبإمكانيات بسيطة للغاية ولانزال نحقق النجاحات والانتصارات.
وأن هناك ثورة زراعية عظيمة سوف يلمس الجميع خيرها ونجاحها في المدى القريب، وهناك مفاجآت كبيرة سوف تذهل الصديق والعدو وأحداث وضربات مزلزلة سوف يتلقاها العدو إذا لم يبادر ويغادر الأراضي والجزر والبحار اليمنية ويتوقف عن التآمر والعبث بأمن واستقرار الجمهورية اليمنية.
وأننا في هذه المرحلة نخوض أخطر معركة، وهي معركة الوعي والصبر والتسليم، معركة صعبة سوف يسقط فيها الكثيرون من البشر والأقنعة ولن يصمد فيها إلا القليل من الناس الصادقين.
وبالطبع، لا أحد يستطيع أن يقول بأنه لا وجود للفساد، وهذا أمر ليس بجديد، فالمعركة الأولى لنا كانت ضد الفساد والفشل والظلم قبل أن تتحول إلى معركة مع العدو الخارجي الداعم والممول للفساد والفشل والظلم والإرهاب الداخلي، ومن المستحيل أن ننتصر في معركة الفساد الداخلي قبل الانتصار على العدو الخارجي الداعم للفساد والفوضى الداخلية.

أترك تعليقاً

التعليقات