تطبيع الحذاء مع القدم
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -

لم يكن النظام السعودي أو الإماراتي أو القطري أو المصري أو الأردني أو الفلسطيني عدواً في يوم من الأيام لـ"إسرائيل"، بل على العكس تماما، فهذه الأنظمة كانت ولا تزال أهم أدوات حفظ أمن واستقرار الدولة اليهودية وتوسعها في المنطقة، وعبر هذه الأنظمة استطاعت "إسرائيل" خوض معاركها الخاصة مع الإسلام والمسلمين، وأحداث سوريا والعدوان على اليمن والعقوبات على إيران وحصار وتصنيف الحركات المقاومة للاحتلال "الإسرائيلي" خير شاهد على حروب الوكالة التي قامت بها هذه الأنظمة.
وقد لا نبالغ لو قلنا إن هذه الدول والأنظمة تقف خلف صناعة أسطورة الجيش "الإسرائيلي" الذي لا يقهر، وترسيخ هذا المفهوم في وعي الشعوب العربية والإسلامية، وخلق روح الانهزام لدى هذه الشعوب، وأن أموال النفط الخليجي هي السبب الرئيسي في الرخاء الاقتصادي الذي تعيشه "إسرائيل".
ولا يصح أن نقول أو نسمي ما يحدث بين "إسرائيل" وهذه الأنظمة تطبيعاً، فالتطبيع يكون بين دول وأنظمة مستقلة وذات سيادة، أما علاقة "إسرائيل" بهذه الأنظمة فكانت مثل علاقة القدم بالحذاء.
نقل العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات من تحت الطاولة إلى فوقها لا يخدم مصلحة "إسرائيل" ولا يمكن الاستفادة منه إلا في حالة واحدة، وهي نقل هذه العلاقة إلى مستوى أكبر من التطبيع، مثل التعاون والدفاع المشترك بحيث تجعل هذه العلاقة من دويلة الإمارات قاعدة "إسرائيلية" وتنقل ساحة الصراع بين "إسرائيل" وإيران إلى الحديقة الخلفية لإيران، وربما يكون هذا الأمر هو أحد الأسباب في إظهار هذه العلاقة السرية التي ظلت لسنوات طويلة تحت الطاولة.
وهناك أهداف أخرى كبيرة قد تظهر في الأيام القادمة دفعت بـ"إسرائيل" لكشف إحدى أوراقها المهمة، وقد تكشف عن أوراق جديدة، فالغاية تبرر الوسيلة. وكما قال سيد الثورة: "نحن في زمن كشف الحقائق وسقوط الأقنعة".

أترك تعليقاً

التعليقات