أعظم ثورتين في التاريخ
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
في تاريخ البشرية هناك ثورات عظيمة واستثنائية انتصر فيها الدم على السيف. ومن أعظم وأنجح هذه الثورات ثورة السيد المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)، الذي حاول إحداث تغيير في المجتمع والتصدي للظلم والفساد ونشر المحبة والسلام مستخدما الآيات والمعجزات العظيمة التي وهبها الله له، إلا أن كفر وفساد اليهود والسلطة الحاكمة حال دون ذلك، وتم اتخاذ قرار التخلص من السيد المسيح بطريقة بشعة ورادعة، ولم يكن يعلم هؤلاء أن دماء السيد المسيح هي التي سوف تقضي عليهم وتشعل ثورة عظيمة.
وجاء الخبر من الله إلى السيد المسيح بمخطط اليهود، ولم يمانع السيد المسيح من القيام بهذه التضحية من أجل البشرية، بغض النظر عن رفع الله للسيد المسيح وإرسال ملاك أشبه بالمسيح، إلا أن التضحية تمت ودماء السيد المسيح قد أشعلت ثورة ضد الظلم والفساد إلى يومنا هذا.
الثورة الثانية كانت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، فبعد أن شاهد الإمام الحسين (عليه السلام) دين الإسلام يحرف، والظلم والفساد قد وصل إلى حد لا يمكن التعايش معه، وسكت أصحاب الحق عن قول الحق حتى ظن أصحاب الباطل أنهم على حق وصار المعروف منكراً والمنكر معروفاً، لم يكن أمام الإمام الحسين (عليه السلام) من خيار إلا التحرك بما لديه، روحه وأرواح آل بيته وأصحابه.
لقد خرج الإمام الحسين (عليه السلام) من المدينة المنورة وهو يعلم علم اليقين أنه لن يصل إلى أبعد من كربلاء، ويعلم أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى ثورة وصدمة كبيرة بحجم دماء الحسين ومن معه حتى تفيق من سباتها. 
لقد أدرك الإمام الحسين (عليه السلام) أن ثورة بهذا الحجم مستحيلة في ظل عدم وجود إمكانيات تضاهي إمكانيات "يزيد"، ولا سبيل لمواجهة ذلك إلا بالتضحية بالنفس والأهل والأصدقاء، ومن غير الحسين (عليه السلام) أهل لذلك؟!
لقد أقام الإمام الحسين (عليه السلام) الحجة على الأمة الإسلامية وعلى كل مؤمن يواجه ما واجه الإمام الحسين من ظلم وفساد.
لقد أراد "يزيد" القضاء على الإمام الحسين (عليه السلام) كما أراد قوم السيد المسيح بطريقة بشعة ورادعة، والنتيجة كانت واحدة: ثورة الدم أمام السيف.
كذلك تحرك وفعل حسين العصر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (عليه السلام) عندما شاهد الظلم والفساد والانحراف الحاصل، وخرج مع قلة قليلة من الرجال الصادقين لمواجهة آلة عسكرية ومادية وإعلامية لا تقل عن آلة "يزيد"، ويعلم أن الأمر لن يكون سهلاً، ويعلم أن التضحية لا بد منها. ومرة أخرى ينتصر الدم على السيف والرصاص، ودماء حسين العصر تثمر وتصبح شجرة عظيمة يستظل تحتها كل مظلوم في هذا العالم.
ولا تزال المعادلة قائمة إلى يوم القيامة، فكل من يخرج مهاجراً لله ولرسوله رافضا للظلم والفساد بلا شك سوف يصل وينتصر مهما كانت التضحيات.

أترك تعليقاً

التعليقات