مشروع وطني شامل
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
في الوقت الراهن نحتاج إلى مشروع وطني يتعامل مع أبناء اليمن كأصحاب مظلومية وقضية، وليس كمؤمنين وكفار ووطنيين ومنافقين، والعمل على تخفيف معاناة الناس، وتحسين وضعهم المعيشي، وإيجاد مشاريع تنموية تخلق فرص عمل تخفف حالة الفقر والبطالة، وأن نعلم أن معاناة الناس لا تقتصر على انقطاع الراتب، بل هناك عدة عوامل خلقها العدوان والحصار تزيد المعاناة والفقر والبطالة، أهمها انعدام فرص العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص.
كما أن فرص الهجرة معدومة بعد أن جعل النظام السعودي من اليمن سجناً مشدداً يصعب الخروج منه. بالإضافة إلى أن النمو السكاني يزيد كل يوم وبشكل كبير، دون وجود بنية تحتية تواكب هذا النمو، حتى ما كان يتوفر من بنية تحتية محدودة أصبح مدمرا وغير صالح، بسبب العدوان والزمن والإهمال، والوضع يتفاقم في ظل هدنة يستخدمها العدو لإطالة واستمرار هذا الوضع الذي يخدم أهدافه.
نحتاج إلى إيجاد وسائل ردع قادرة على جعل العدو يدرك أن استمرار العدوان والحصار والمضي في مشاريع تقسيم وتدمير اليمن وتجويع أبنائها سوف يكون له ثمن باهظ جدا على دول العدوان يفوق المصالح والمكاسب التي ترجوها بعشرات المرات، وأنها لن تكسب من النار التي أشعلتها في بلادنا سوى الحرائق التي سوف تجعل منها رمادا، ولدينا قدرة وميزة لفعل ذلك، وهي هشاشة دول الجوار وضعف حكامها الذين يشبهون براميل البنزين لا تحتاج إلا لعود ثقاب لإشعالها.
والأهم من ذلك التركيز على مصلحة بلادنا وشعبنا، وأن نجعل ذلك فوق كل اعتبار، ولدينا قضية عادلة قادرة على توحيد كل أبناء اليمن من أجل تحرير واستعادة أراضينا وثرواتنا المنهوبة وإعادة اللحمة الوطنية.
ولتحقيق ذلك علينا أولاً ترميم الصدع والشرخ القائم في بنية المجتمع اليمني، والقضاء على الظلم والفساد والاستبداد والفقر والجهل والمناطقية، وخلق بيئة يسودها العدل والإنصاف والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة. ولن يتحقق ذلك إلا بمشروع وطني شامل وصادق، وليس هناك من هم أجدر وأقدر على فعل ذلك من أنصار الله بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه)؛ لكن يجب أيضاً إسكات الأصوات النشاز التي تحاول إثارة المناطقية والطائفية وتعمل على تقزيم مشروع الأنصار وأهدافهم الوطنية وتجعل منهم جماعة ومن قائد الثورة زعيماً دينياً لطائفة.

أترك تعليقاً

التعليقات