قلب الطاولة فـي جنوب الوطن
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
بعد حرب 94 تعامل النظام السابق مع الجنوب بمبدأ المنتصر الذي يحق له عمل ما يشاء، وتطبيق سياسة الفيد، وأطلق العنان لشركائه، وعلى رأسهم حزب الخونج، لنهب الأراضي وممتلكات الدولة والعبث والتسلط على أبناء الجنوب.
زاد ذلك حجم الغضب في نفوس أبناء الجنوب، حتى أولئك الذين كانوا ضد الانفصال ومع الوحدة، حتى تحول الغضب إلى كراهية للوحدة ولكل ما هو شمالي.
ومن اللحظة الأولى لانطلاق المسيرة كان الأنصار يدركون مظلومية أبناء الجنوب، ويدركون ما تعرض له أبناء الجنوب من تهميش وإقصاء وظلم ويتعاطفون معهم.
وفي «مؤتمر الحوار الوطني» عمل الأنصار على التقارب مع أبناء الجنوب وتضميد الجروح وأن يكون لأبناء الجنوب تمثيل في الحكومة التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار، بل وتنازل الأنصار عن حصتهم في الحكومة لصالح أبناء الجنوب؛ إلا أن الرئيس هادي وحكومة باسندوة لم يسمحوا بتشكيل تلك الحكومة ورفضوا أن يكون للحراك الجنوبي والأنصار أي تمثيل في الدولة.
وبعد دخول الأنصار إلى صنعاء حرص الأنصار على أن يكون للجنوب تمثيل كبير في «اتفاق السلم والشراكة»، وتم التواصل مع أغلب قيادات ووجهاء الجنوب؛ لكن كان الاختراق الخارجي للجنوب كبيرا، ولحزب الخونج الكلمة الأولى في الجنوب، والذي عمل خلال سنوات ما بعد حرب 94 على السيطرة على الجنوب واستغلال مشاعر الناس ضد النظام السابق الذي كان حزب الخونج جزءا منه لتغذية الأحقاد والكراهية وإبراز مظلومية أبناء الجنوب، وما ارتكب النظام بحقهم من جرائم، حتى أن قناة «سهيل» كانت تعمل ليل نهار في تغطية تلك الجرائم.
ورغم ذلك استمر الأنصار في التواصل مع الشخصيات الجنوبية والتوصل إلى تسوية تزيل الاحتقان وتحافظ على الوحدة اليمنية وحق أبناء الجنوب.
وبعد فرار هادي إلى عدن عمل على تجييش أبناء عدن وخلق المزيد من الانقسام والشحن المناطقي، وتم سحل أبناء الأمن المركزي في عدن بالشوارع، ليتدخل الأنصار بإرسال قوات عسكرية لحفظ الأمن في الجنوب، وقبل أن يتمكن الأنصار من ذلك تدخل الخارج بعدوان عسكري وتصدر الخونج المشهد الجنوبي، وتم إخراج الجيش واللجان الشعبية من عدن، ولم تمضِ سوى فترة بسيطة لينقلب السحر على الساحر وتم تطهير عدن من حزب الخونج ليصل الأمر إلى أبين وشبوة.
وأعتقد أن نفوذ وتواجد الأنصار في عدن والجنوب اليوم أصبح أكثر مما كان عليه في السابق، ولهم علاقات جيدة جداً مع كافة الشخصيات في الجنوب، وربما يستطيعون الانقلاب على المشروع الإماراتي والسعودي في الجنوب، وقلب الطاولة على الجميع في الوقت المناسب، وقد شاهدنا كيف استطاع الأنصار الاستيلاء على أجزاء واسعة من شبوة في يومين.

أترك تعليقاً

التعليقات