الأمم الاستخباراتية وفروعها
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
منظمة الأمم المتحدة وفروعها هي كيان أمريكي ينفذ الأجندة الأمريكية ويخدم المصالح الأمريكية ويحافظ على بقاء الهيمنة الأمريكية على العالم من خلال إدارة الشؤون الدولية والتدخل في النزاعات والصراعات بما يخدم التوجه والمصالح الأمريكية.
وكبار موظفي الأمم المتحدة والمنظمات العاملة معها، بمن فيهم المبعوثون الأمميون مرتبطون بشكل مباشر بالمخابرات الأمريكية وينفذون التوجيهات الصادرة عن الخارجية الأمريكية ولا يسمح لهم بالارتجال إلا بهامش صغير للغاية.
وقد كان المبعوث الأممي السابق إلى اليمن غريفيتث أكثر وضوحاً وارتباطاً، ولم يكتفِ بتنفيذ التوجيهات الأمريكية والبريطانية، بل كان يعمل كجاسوس لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6)، وعندما نتحدث عنها فنحن نتحدث عن (C.I.A) جهاز المخابرات الأمريكية، كون المصالح الأمريكية البريطانية تكاد تكون واحدة، ولا نستطيع الجزم من يحرك من ومن يخدم مصالح من! وأعتقد أن الأسلوب البريطاني أكثر فاعلية، حيث يتمتع البريطانيون بالهدوء والمكر والخداع والخبث مستفيدين من خبرة طويلة عمرها أكبر من عمر أمريكا نفسها. كما أن أمريكا تعتمد على السياسة البريطانية، خصوصا في المنطقة العربية؛ كون بريطانيا لديها خبرة كبيرة بالعقلية العربية ولها يد طويلة داخل دهاليز السياسة والسلطة في الدول العربية، وهي التي تصنع القادة والزعماء العرب منذ مائة عام، بينما الأسلوب الأمريكي عادة ما يكون متعجرفاً في التعامل ويفتقر إلى المكر والهدوء ولا يتناسب مع العقلية العربية ويخلق صدامات دائمة.
وقد تم اختيار مارتن غريفيتث بعناية ليكون مبعوثا إلى اليمن، وكان متوقعاً منه أن يقود الصراع في اليمن إلى حيث ترغب أمريكا وبريطانيا، ليكون إحدى أوراق العدوان واللعبة في اليمن. وقد كان له غرفة خاصة في مقر إقامته بصنعاء مجهزة بأحدث أجهزة الاتصالات، ولا يسمح لأي أحد الدخول إليها. وكان يقضي وقتاً كبيراً داخل تلك الغرفة يتلقى التعليمات ويرسل التقارير التي يجمعها ويتلقاها من المنظمات الاستخباراتية التي تعمل على الأرض.
وقد كان الأنصار يعلمون بالدور الخبيث الذي يقوم به غريفيتث، وتم التلاعب به إلى أن رفض الأنصار التعامل معه بعد أن أصبح يعمل بطريقة استخباراتية مكشوفة. إلا أن أدوات الأمم والولايات المتحدة لا تزال موجودة وتعمل على الأرض وتنفذ مشاريع وأجندة خبيثة وهدامة، خصوصا في المناطق المحتلة، بعد أن تم تقليص أنشطتها في مناطق الجيش واللجان الشعبية وكشف الألاعيب القذرة لتلك الأدوات والمنظمات التي باتت تعمل بشكل ضيق وبطريقة سرية ولا تعلن عن الأنشطة التي تقوم بها.
وأظـــن أن التقاريــــر الصحفيـــة والتحقيقات الاستقصائية المعلن عنها والتي كشفت عن قيام مارتن غريفيتث بالتجسس في اليمن لصالح جهاز المخابرات البريطانية والأمريكية لم تأتِ بجديد، بل هي محاولة لإبعاد الشبهات عن بقية الجواسيس والعناصر الاستخباراتية في اليمن، وتصوير غريفيتث بالحالة الشاذة والفريدة، مع أننا ندرك ونعلم أن غريفيتث لم يكن حالة فريدة، بل أكثرهم وضوحاً وخبثاً.

أترك تعليقاً

التعليقات