هدنة مجانية!
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
تمديد الهدنة دون شروط جديدة والتزامات بإنهاء العدوان والحصار والخروج من كامل الأراضي اليمنية، يعني إتاحة الفرصة للعدو لاستكمال تحقيق أهدافه الخبيثة في اليمن، وعزلنا وخنقنا والتضييق علينا ومحاربتنا بأشكال أخرى غير العسكرية كما يفعل الآن، وحتى نصل إلى مرحلة التآكل والتدمير الذاتي بسبب الأزمات والصراعات وحالة الإفقار التي عمل ويعمل عليها العدو.
كما يعني أيضاً استمرار مسلسل نهب الثروات اليمنية من نفط وغاز وذهب ومعادن وثروة سمكية وماء، وتثبيت مخطط التقسيم الذي بدأ قبل ثماني سنوات، وتمكين القوى الأجنبية، بمن فيها العدو الصهيوني، من الاستيلاء على الجزر اليمنية وبناء القواعد العسكرية، الذي يتم الآن تحت غطاء الهدنة وخطط ومشاريع السلام الزائفة.
ويعني أن المنشآت النفطية السعودية آمنة، وبالتالي استمرار تدفق النفط السعودي إلى الأسواق العالمية لتغطية الطلب والعجز في أسواق الطاقة، في ظروف ووضع عالمي استثنائي كان يفترض استغلاله والاستفادة منه إلى أقصى حد من أجل إرغام العدو الأمريكي والسعودي على وقف عدوانهم وفك الحصار والخروج من اليمن بلا شرط أو قيد.
وأعتقد أنه ليس من الحكمة إهدار فرص عظيمة صنعتها الحرب الروسية على أوكرانيا في هدنة لم يلتزم بها العدو ولم ينفذ شيئا من الشروط التي وضعها بنفسه، ودون أن يلمس المواطن اليمني أي ثمار لهذه الهدنة أو ينعكس ذلك بشيء إيجابي على الوضع الإنساني.
تمديد الهدنة من أجل استكمال تنفيذ بنود الهدنة الحالية ضحك على الذقون وذر للرماد في العيون، ولا يخدم سوى مصالح وأهداف تحالف العدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات