ما بين قوسين
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
يعلم الجميع أن “الانتقالي الجنوبي” غير جاد في الذهاب نحو الانفصال؛ كونه لا يمتلك مشروعا وطنيا أو رؤية مستقبلية، ومنذ البداية والانتقالي يستخدم القضية الجنوبية كورقة للمتاجرة فقط.
كما أن قادة “الانتقالي” أنفسهم غير واثقين من إمكانية قيام دولة جنوبية قابلة للحياة وغير مرتبطة بالشمال وأبناء الشمال، وقدرتهم على إدارة تلك الدولة المنقسمة على نفسها وشعب الغالبية العظمى منهم يرفض الانفصال ولا يقبل  بهم، بل ينظر إليهم كمرتزقة وأدوات بيد السعودي والإماراتي عاجزين عن إدارة أنفسهم فكيف بدولة ناشئة كانت معتمدة بشكل كامل على الشمال في كل شيء حتى أن صاحب البسطة والبوفيه والبقالة والمطعم والمغسلة والفندق والشركة والمصنع شمالي والراتب والنفط والغاز والكهرباء يأتي من الشمال؟!
إلا أن الأمر ليس بأيديهم، والقرار ليس قرارهم، بل هو بيد وقرار الخارج، الذي على ما يبدو قد اتخذ القرار ليس بالانفصال، فهذا أحد أهم أهداف العدوان، بل بوقت وزمن إعلان الانفصال، وهذا الأمر مرتبط بحسابات إقليمية ودولية وبمصالح دول كبيرة وبضوء أخضر أمريكي بريطاني ربما يكون ابن سلمان قد حصل عليه.
وحتى يتم طمأنة أبناء حضرموت والمهرة، الذين تتوقع السعودية أن يكون لهم موقف قوي ورافض للانفصال، والرافضين بشكل قاطع لـ”الانتقالي”، تم إعلان دولة جنوبية اتحادية قبل حتى أن يتم إعلان الإنفصال، بمعنى لن يكون لـ”الانتقالي” في تلك المناطق أي نفوذ، أو حتى في مناطق “الانتقالي”، فالأمر سوف يكون للمندوب السامي: جلالة الملك السعودي والشيخ الإماراتي.
المهم في الأمر هو بعض التسريبات التي تتحدث عن موعد إعلان الانفصال في 21 من أيار/ مايو الجاري، حيث نشهد هذه الأيام حراكا سعوديا مصريا لإقناع المجتمع الدولي، الذي يرفض هذه السابقة الخطيرة والمخالفة لكافة القوانين الدولية، وليس لها أي مخرج قانوني، حيث يخشى البعض استغلال هذه السابقة لشرعنة ذلك وبداية لتقسيم دول كثيرة، أولها مصر والسعودية وإيران والعراق وسورية وعشرات الدول.
إلا أن هناك حقيقة ثابتة يجهلها النظام السعودي والمجتمع الدولي، وهي أن الوحدة اليمنية بيد وقرار أربعين مليون يمني، وهم وحدهم من يستطيع تقرير ذلك، وأن هناك قوة صاعدة ومتواجدة على الأرض اليمنية ولاعبا أساسيا ليس على الساحة اليمنية بل والإقليمية والدولية، قد يكون لها الكلمة الأخيرة في هذا الشأن، وربما قد قالها بالفعل من يمثل تلك القوة، فخامة الرئيس المشاط، الذي أعلنها صريحة، حيث قال: “سنتوجه بإذن الله لبناء يمن واحد وموحد لكل أبنائه وبسيادة كاملة غير منتقصة”، وعلى تحالف العدوان والمجتمع الدولي قراءة ما بين القوسين وأن يضعوا تحته خطاً عريضاً وألف علامة استفهام.

أترك تعليقاً

التعليقات