اللغة التي يفهمها العدو
 

محمود المغربي

محمود المغربي / لا ميديا -
يعلم الجميع أن النظام السعودي ليس سوى أداة بيد أمريكا التي لديها مطامع ومصالح كبيرة في اليمن والمنطقة يصعب التخلي عنها، وقد عملت على تغذية المطامع السعودية في اليمن منذ عقود، حتى أصبحت المطامع والمصالح الأمريكية السعودية واحدة.
ومن الصعب بل المستحيل إقناع أمريكا والسعودية بالتخلي عن تلك المطامع والمصالح أو حتى جعلها مطامع ومصالح مشروعة بالمفاوضات السياسية والقوانين الدولية التي لا تعترف إلا بحق من يمتلك القوة، وهذا ما تدركه القيادة السياسية، وما كان يدركه السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه). وقد تم السعي إلى امتلاك الوسيلة الوحيدة القادرة على جعل أمريكا والسعودية تتخليان عن تلك المطامع غير المشروعة في اليمن، وهي القوة العسكرية التي تستطيع أن تجعل من لا يفهم يفهم.
وقد بدأ السيد القائد الشهيد بوضع المشروع واللبنة الأولى والأساسية لامتلاك تلك القوة وتأهيل الأيادي الصادقة والمؤمنة والقوية القادرة على بناء والإمساك بتلك القوة، ليأتي السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه) للبناء فوق تلك اللبنة، ويرفع البناء فوق أساس متين وقوي، وقد باشر العمل على ذلك من اللحظة الأولى لامتلاك الإمكانيات التي كانت بسيطة للغاية وفي ظل ظروف صعبة للغاية. كان أحد أصعب تلك الظروف العدوان والحصار الكوني على بلادنا، الذي استشعر الرغبة الصادقة لدى قيادة الأنصار في بناء يمن جديد مستقل وقادر على انتزاع السيادة الوطنية والقضاء على الوصاية والهيمنة والأطماع الأمريكية السعودية في اليمن.
وقد كان التحرك الأمريكي السعودي بشكل سريع وعاجل لإيقاف ذلك الحلم اليمني العظيم؛ لكن التحرك الأمريكي لم يكن بسرعة وطموح ورغبة القيادة السياسية، التي كانت تسبق العدو بخطوة، معتمدة على الله وعدالة القضية ونبل الهدف الذي تسعى إليه.
وبمساعدة القليل من المجاهدين الصادقين أصبح الحلم حقيقة، وها نحن اليوم نشاهد ثمار تلك الجهود العظيمة والمتمثلة في إجبار العدو ليأتي باحثاً عن هدنة وعن طاولة للجلوس عليها للمفاوضات مجبرا، بفعل تلك القوة التي تتضاعف وتتطور كل يوم لتصبح قوة ردع وعقاب ووسيلة وحيدة يفهم لغتها العدو جيدا ويعلم ألا مجال للتلاعب والمراوغة.

أترك تعليقاً

التعليقات