الغرب وإيران جوهر خلاف
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
خلاف الغرب، ومن ورائه كياناته الوظيفية في المنطقة، مع الجمهورية الإسلامية في إيران ليس خلافا دينيا، يعني لا مجوس ولا صفوية ولا فارسية ولا يحزنون، بل هو خلاف على فلسفة اقتصادية مرتكزها الأساسي الاعتماد على الذات في محيط دول بترولية تنهج سياسة اقتصادية استهلاكية وسفهاً في الصرف وتبذير مقدرات بلدانها. ولو كان الخلاف معها بسبب نظامها الديني، لكان الأولى بالغرب أن يمارس السياسات نفسها مع النظام السعودي الوهابي الذي احتضن وفرخ الجماعات الإرهابية وصدرها إلى العالم.
لقد مارس الغرب الحصار الاقتصادي على إيران خوفاً من نجاح فلسفتها الاقتصادية حتى لا تكون نموذجاً يحتذى إسلامياً، ويشكل نجاحها تهديداً على كياناته الوظيفية التي أنشأها في المنطقة المعتمدة اعتماداً كلياً على النفط وعن طريق إنشاء مجتمعات رفاه النفط تنمو بنموه وزيادة استخراجه، وهذا يلبي حاجة الغرب في نمو اقتصاده الإنتاجي القائم على العمل.
ولو قبل النظام الإيراني أن يواصل سياسة الشاه الاقتصادية لما كانت هناك مشكلة للغرب وكياناته الوظيفية مع هذا النظام، لكن إيران الثورة رفضت السير في ركاب الغرب الإمبريالي وأخذت تطور قدراتها وتعتمد على نفسها في التصنيع حتى العسكري، وتؤسس لاقتصاد ما بعد نضوب النفط.
وبالتالي، فلا غرابة في فشل كل تلك الضغوطات والحصار عليها، لأن النفط لم يعد يسهم سوى بنسبة 30% من ميزانية الدولة.
لقد أصبحت جمهورية إيران الإسلامية دولة إقليمية قوية ومن الصعب تركيعها. وهذا هو جوهر خلاف الغرب وكياناته الوظيفية في المنطقة مع جمهورية إيران الإسلامية.

أترك تعليقاً

التعليقات