سامي عطا

سامي عطا / لا ميديا -
كثيراً ما أصادف آراء تتحامل على إيران وتشكك في مصداقية وقوفها مع القضية الفلسطينية. لكن مؤخراً صادفت رأياً شاذاً لم يكتفِ بالتشكيك، لا، بل ويستغرب كيف لإيران كدولة -حسب زعمه- تحتل إقليم الأحواز (منطقة سنية المذهب) أن تكون ضد الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين؟!
ورغم مغالطات هذا الاستدلال؛ يمكن الرد عليه بالكيفية نفسها: ألا يعلم أن المنطقة الشرقية في المملكة سكانها شيعة، وكذلك في مملكة البحرين أكثر من 75% من شعبها شيعة؟! فهل هي أيضا مناطق محتلة من قبل السعودية ومملكة البحرين؟!
وقد تجد في كثير من الدول مذاهب وإثنيات وعرقيات شتى؛ لكن لا يمكن أن تصفها بكونها احتلالاً. والتوصيف الدقيق لها بأنها دولة تتميز بتعددها الثقافي وتنوعها الإثني والعرقي.
بالمختصر: هذه الآراء صهيونية بامتياز، غايتها حرف أنظار المسلمين عن قضيتهم المركزية، لكي ينشغلوا بخلافاتهم البينية.
وعلينا أن ندرك أن خلاف وتناقض وصراع المسلمين الأساسي مع الصهيونية العالمية ومع ركيزته الأساسية الكيان الصهيوني الاستيطاني الغاصب تحديداً، ومن يختلق خلاف أو صراع غيره فهو يخدم أعداءه من حيث لا يدري.

فلسطين بوصلة الأحرار
هناك أنظمة في المنطقة تابعة، وقرارها السياسي مرتهن، وهذه الأنظمة أنشأها الاستعمار لحظة أزوف رحيله من المنطقة وربطها اقتصادياً بتبعية مذلة، والتبعية الاقتصادية تفضي إلى تبعية سياسية، وهناك عبارة في الفكر السياسي تقول إن السياسة اقتصاد مكثف، حيث تفضي التبعية الاقتصادية إلى تبعية سياسية لزوماً.
ومن نتائج «طوفان الأقصى» أنه فرض قيداً على هذه الأنظمة المرتهنة سياسياً، وبدت ظاهرياً إلى حد ما في موقف الحياد أو بصورة أدق مغلولة الفعل أو غير قادرة على فعل سافر وتعبئة شعوبها مع المشروع الصهيوأمريكي، وعليه فإذا لم نستطع تحرير قرارها وجرها للإسهام في معركة التحرير، فإن بقاءها مشلولة ومغلولة يفيد فصائل محور المقاومة، حيث يجعلها تتفرغ لمواجهة عدو الأمة الحقيقي المتمثل بالكيان الصهيوني وقوى الهيمنة الداعمة له.
ولأجل ذلك ينبغي على فصائل محور المقاومة ونخبه وأنصاره الحصافة والتأني في خطابهم الإعلامي، واختيار مصطلحاته ومفاهيمه، بحيث تحول دون حرف بوصلتهم عن عدو الأمة الحقيقي.

أترك تعليقاً

التعليقات