لصوص التراث والثقافة!
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -

عقدة النقص تحول الشخوص النكرات إلى لصوص، ليس بالضرورة أن يكونوا لصوص ثروات ومال، لكن يمكن أن يتحولوا إلى لصوص فن وثقافة، وهذا يؤكد أيضا أن غياب أسس ومداميك الهوية كالفن والثقافة والإبداع، وهي أغلى رأسمال تمتلكه الشعوب، لأنها تساعد على حفظ الكيان الاجتماعي وتربط نسيجه، وهذه الأسس لا يمكن أن تشترى بالمال.
وهذا ما يفسر سياسة تغييب الفن وتحريمه أثناء اكتساح الفكر الوهابي لهذا البلد خلال الفترة الممتدة منذ نشأة المعاهد العلمية في منتصف سبعينيات القرن المنصرم وحتى اليوم، حيث لا تزال هذه الثقافة سائدة بفعل هيمنة الفكر الوهابي على عقول معظم اليمنيين.
ومن المفارقات أن مملكة الإرهاب الوهابية تسعى بعد دفن الوهابية في معقلها إلى دعم وتمويل انتشارها خارج حدودها. ولم تكتف بذلك، بل إنها تجتهد في نهب ثقافة وفن لا يمتان لها بصلة، حيث تعمد إلى نهب التراث الفني اليمني، وبكل بجاحة ووقاحة فجة تنسب بعض الأغاني التراثية اليمنية إلى تراثها غير الموجود أصلا، وتتغافل عن حقيقة أننا في القرن الواحد والعشرين، وأن هذا الفن موثق بالصوت والصورة ومدون بالكتابة ويتم حفظه على شبكة الإنترنت.
اللصوص مروا من هنا.

أترك تعليقاً

التعليقات