فلسطين.. وماذا بعد؟!
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
بعد أن عجزت وتقاعست الأنظمة العربية خلال العقود المنصرمة عن أن تكون رافعة حل للقضية الفلسطينية نتيجة أسباب عديدة ليست خافية علينا، أضحى من الضرورة بمكان أن تضطلع بهذه المهمة الشعوب العربية التي أخذت تنظم وتعد نفسها في غير مكان من بلاد العرب للقيام بمهمة تحرير فلسطين وحل قضيتها، فتشكلت حركات مقاومة وممانعة أخذت تستوعب كل أحرار الأمة، وحظيت بدعم وإسناد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولذا فإن هذه الصورة تعكس طبيعة التناقض القادم الذي سيكون في محصلته كشف زيف وتهافت أنظمة استغلت القضية الفلسطينية ووظفتها في تزييف وعي الشعوب العربية.
وعليه، فإن سقوط الكيان الغاصب سيكون مقدمة لسقوط أنظمة التبعية والارتهان بالتتابع، ودخول شعوب المنطقة في صراع جديد مع نظام هيمنة عالمي يحول دون فك التبعية الاقتصادية له بغرض إبقاء منطقتنا تحت وصايته وهيمنته، بالإضافة إلى توجيه هذا النظام للصراع لتفتيت وتقسيم هذه الأمة وحرف مسار بوصلة الصراع عن أهدافه الحقيقية.
إن نظام الهيمنة قد رسم سيناريوهات وخططاً لإدارة هذا الصراع على أسس عرقية ومذهبية وطائفية وفق برنامج معروف أعده منذُ وقت مبكر على قاعدة تسمى "صدام الحضارات"، ولذا فإن مشروع وحدة الأمة العربية والإسلامية على قاعدة فك التبعية من خلال استنهاض إراداتها وتوظيف طاقاتها يفوت الفرصة على نظام الهيمنة العالمي وتكون تلك القاعدة هي مفتاح الانتصار في هذا الصراع.
ومن أجل ذلك، علينا أن نتهيأ لمرحلة "ماذا بعد؟!" ووضعها على قاعدة البحث والنقاش حتى لا نقع في فخ "الصراع القادم" دون أدنى استعداد لمواجهته. "ماذا بعد؟!" ليس سؤالاً افتراضياً، بل هو السؤال المحوري الذي يعد معياراً لمدى جهوزيتنا للمعركة القادمة.

أترك تعليقاً

التعليقات